آية الربا
  تعالى أكلة الربا، وشَنَّعَ عليهم في هذه الآية، وتوعدهم بحرب لا هَوَادَةَ فيها من الله ورسوله إن لم يقلعوا ويتوبوا.
  قوله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ}[البقرة: ٢٧٥]:
  يؤخذ من هذه الآية أن التائب من الربا لا يلزمه رد ما استهلكه من الربا فيما مضى، وإنما عليه تركه في المستقبل.
  قوله: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ٢٧٩}[البقرة]:
  فيه أنه لا يحل له من المديون إلا رأس ماله فقط.
  وقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ}[البقرة: ٢٨٠]:
  توجيه من الله تعالى إلى طريق الخير والرحمة، فإذا حل الأجل وكان المديون معسراً لا يجد قضاءً لدينه فإن اللازمَ إنظارُه إلى وقت وجدانه، بل إن هناك طريقاً هي أفضل وأمثل، وهي التصدق على المديون بما عنده من الدين.
  نعم، وبناءً على ما تقدم(١) فإنه يحرم بيع الدرهم بدرهمين، والدينار بدينارين، والصاع من البر بصاعين، والشعير كذلك، والذرة كذلك، وسائر ما يكال أو يوزن، كالتمر والزبيب وسائر الحبوب؛ وذلك أن الله تعالى إذا حَرَّمَ الزيادة التي تكون في مقابلة المدة فبالأولى والأحرى أن تحرم الزيادة التي تؤخذ لا في مقابلة شيء، وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ٢٧٩}[البقرة]، وقال: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}[البقرة: ١٨٨].
(١) أي من جواز وحِلِّ البيع والشراء وتحريم الربا.