نفقات أخرى:
نفقة القريب:
  نفقة القريب المحتاج كذلك تحتمها الفطرة، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إليه، وليس من الإحسان أن يبيت الإنسان شابعاً وأخوه يبيت جائعاً، وقد قال الله تعالى فيما قدمنا: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ... الآية [النساء: ٣٦].
  قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}[النور: ٢٢]، يؤخذ منه: أن النفقة على المذكورين الذين أساءوا أو عادتهم الإساءة لها مكانةٌ عند الله، وأنها سببٌ لمغفرة الذنوب.
نفقاتٌ أخرى:
  والذي نبه الله تعالى عليه هو ما لم تدركه الفطرة إدراكاً، وذلك كنفقة المعتدة عن طلاق أو عن موت، والمتعة، والمهر، ونفقة المرضع ...
  فقال تعالى في المطلقات رجعياً - إذ سياق الكلام فيهن -: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ}[الطلاق: ٦]، فأوجب تعالى لهن السُّكنى، والنفقة هي من توابعه ولوازمه.
  وقال تعالى: {وَإِنْ كُنَّ(١) أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}[الطلاق: ٦]، وفي المرضعات: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[البقرة: ٢٣٣]، {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ}[البقرة: ٢٣٣]، وفي هذه الآية دلالة على وجوب النفقة بالقرابة.
(١) نفقة الرجعية تؤخذ من هنا لأنهم قالوا: لا يؤخذ بمفهوم الشرط هنا وهذه الآية هي بعد قوله: {أسكنوهن ... إلخ}.