أقله وأكثره
أقله وأكثره
  لم يَرِدْ في القرآن الكريم مقدارُ أقل الحيض وأكثره، والغالبُ أنه يأتي في الشهر مرة، ويستمر أسبوعاً أو يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً.
  الصفرةُ والكدرةُ إذا جاء في وقت العادة فهو من الحيض؛ لقوله تعالى: {قُلْ هُوَ أَذًى}، والأذى أعم من الدم؛ فيتناول الصفرةَ والكدرةَ.
  يمكنُ الاستدلالُ على أنَّ أقل الحيض ثلاثٌ وأكثره عشرٌ بالإجماع؛ وذلك أن علماء المذاهب قد اتفقوا على أن الحيض يكون ثلاثاً فصاعداً إلى عشر، واختلفوا في الأقل من الثلاث والأكثر من العشر.
  وبناءً على هذا فإن المبتدأة - وهي التي لم تحض من قبل - إذا رأت الدم فإنَّ الواجبَ عليها أن تترك ما تتركه الحائض، فإن بلغ ثلاثاً علمت أنه كان حيضاً، وإن انقطع دون الثلاث تَيَقَّنَتْ أنه ليس بحيض، والواجبُ عليها حينئذ أن تقضيَ الصلاةَ والصيامَ، وكذلك إذا امتد إلى العشر فإنه حيضٌ، فإن زاد على العشر فإن الزائد عليها يكون استحاضة، وعليها أن تصليَ وتصوم فيما زاد على العشر.
فائدة
  الحيضُ عادةٌ يجريها الله تعالى على بنات حوَّاء في وقت محدد، فينبغي للمرأة أنْ تحفظَ الوقت الذي يأتيها فيه هذه العادة من الشهر وتحفظَ العدد، وتحفظَ مقدار الطُّهرِ؛ وذلك أنَّ المرأة قد يستمر بها الدم فيجدُ الشيطانُ بذلك(١) الطريقَ إلى التلبيس عليها فلا تُفرِّقُ بين أيام حيضها وطهرها.
  جاء الاتفاقُ على أن الحائض تترك الصيام حال الحيض.
(١) أي: بعدم حفظ الوقت والعدد.