الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: ١١٠]:
  لأمرٍ مّا قدم الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان، فيؤخذ من ذلك أنهما عند الله تعالى في المنزلة بمكان.
  وقد يؤخذ من الآية أن المذكور فيها هو أفضل الأعمال؛ وذلك لأنه ذكر لبيان وجه خيرية هذه الأمة.
  قوله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}[الحج: ٤١]:
  قد يؤخذ من ذلك أنه لا يتحتم ذلك إلا مع القدرة والتمكن.
  قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: ١٠٤]:
  يؤخذ منه أن الدعاء إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية. وقد يتوجه ذلك إلى أهل المعرفة بأحكام الله؛ لأنهم هم الذين يعرفون الخير ويميزون بين المعروف والمنكر.
  ومن هنا اشترط معرفة المعروف والمنكر، ويشهد لما قلنا قوله تعالى: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ..}[المائدة: ٦٣].
  قوله تعالى عن لقمان الحكيم: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}[لقمان: ١٧]:
  قد يؤخذ منه أنه يجب الأمر والنهي وإن خشي على النفس.