جهاد المنافقين
جهاد المنافقين
  قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}[التوبة ٧٣]:
  المعلوم من سيرة الرسول ÷ أنه لم يسل السيف على المنافقين، فمن هنا يكون جهادهم بالحجة عليهم والغلظة، فلا يصلي على موتاهم، ولا يشيع جنائزهم، ولا يستصحبهم في الجهاد، ولا يوليهم الأعمال، ولا يدخلهم في مشورة أو نصيحة، ويهددهم، ويتوعدهم، كما في قوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ ...} الآية [الأحزاب ٦٠]، وتخرب مساجدهم التي بنوها ضراراً وتفريقاً بين المسلمين، ويمنع كتبهم التي فيها دعوة ضلال، ويمزقها أو يحرقها.
  وقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة ١٢٣]:
  فيه أن الواجب هو البداية بقتال الأقرب فالأقرب من الأعداء، ومثلهم البغاة، فيبدأ بالأقرب فالأقرب، وكذلك فعل أمير المؤمنين #.
  وقوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}[الأحزاب ١]، يدل على أنه لا يستنصح المنافق، ولا يستشار.
موعظة وعبرة
  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...} إلى قوله: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}[البقرة ٢٤٦]، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ...} إلى قوله: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ