الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

آداب قضاء الحاجة

صفحة 13 - الجزء 1

آداب قضاء الحاجة

  هي آداب فطرية تدعو إليها الفطرة وتميل إليها، ويحس بها الطبع، ويجدها الصغير والكبير، فمن ذلك:

  ١ - الابتعاد عن الناس حتى لا يسمع له صوت ولا يوجد له ريح.

  ٢ - الاستتار عن أعين الناظرين.

  ٣ - التنظف بالأحجار والماء أو بأحدهما.

  ٤ - القعود حال قضاء الحاجة.

  ٥ - اختيار المكان الذي لا يرد عليه رشاش البول.

  ٦ - أن لا يكشف عورته حتى يجلس ويغيب شخصه عن الناظرين.

  ٧ - أما حمد الله فتستدعيه النعمة بخروج ما يؤذيه ويقلقه وينغص عليه.

  ٨ - والفطرة تدرك أنه ينبغي إجلال الكعبة من أن يتوجه إليها بفرجه عند قضاء حاجته أو يستدبرها بسوءته.

  ٩ - وتدرك أيضاً أنه ينبغي استعمال الشمال في الاستجمار والاستنجاء، وأنه لا ينبغي استعمال اليمين التي يأكل ويشرب بها ويصافح إخوانه.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ٥٨}⁣[الأحزاب].

  يؤخذ منه أنه لا يجوز لقاضي الحاجة أن يؤذي إخوانه المؤمنين بقضاء حاجته، فلا يتغوط في أفنية دورهم، ولا تحت أشجارهم المثمرة، ولا حيث يستظلون، ولا في طرقهم، أو على مناهلهم، ولا بين المقابر، ولا في أسواقهم، ولا ... إلخ.

  وَعليه فلا يتغوط بين الماء أو يتبول، والمرادُ: الماءُ الذي يحتاجه الناس للوضوء والشرب، ويشهد لذلك قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥}⁣[البقرة].