فائدة في علامة المحق والمبطل من الولاة
  قلنا: لعل ذلك - والله أعلم - إنما كان كذلك للعهد؛ فحين صان العهد دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم وأعراضهم استتبع ذلك صيانة موتاهم وقبورهم مما فيه إهانة وما ينافي الصيانة، والله أعلم.
فائدة في علامة المحق والمبطل من الولاة
  قوله تعالى: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} ... الآية [هود ٢٩]، وقوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}[الأنعام ٥٢]:
  قد يؤخذ من ذلك أن أهل الشرف والرئاسة إذا كانوا أتباعاً لداعٍ فإن هذا الداعي غير محق، وكذلك العكس، ومن هنا قال الله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ١١١ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١١٢ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ١١٣}[الشعراء]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ٣٤}[سبأ]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا}[الأنعام: ١٢٣]، وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ}[الإسراء ١٦].
  نعم، المراد أن ذلك أمارة وقرينة يجب التثبت عندها، ولا يجوز القطع بها.
  قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى ١ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ٢} ... إلى قوله: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ١١}[عبس]:
  فيه شاهد على ما ذكرنا أولاً.
  وقد يؤخذ منها مؤيد وشاهد لصحة نبوة نبيئنا محمد ÷؛ وذلك أن القرآن لو كان من اختلاقه ÷ لما ذكر مثل هذه القصة التي تنادي عليه ÷ بالملامة والعتاب، وَلَذَكَرَ بَدَلَها ما يرفع من شأنه ويعزز من سلطانه.