كتاب السيرة
  وقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٨}[الممتحنة]:
  يؤخذ من ذلك أن المعاملة بالإحسان والعدل مع أهل الذمة ونحوهم جائزة، وأن الله يحب فاعله.
  وبناءً على هذا فإن الفاسق الذي يتكتم على فسقه ولا يسعى في مضرة المسلمين يلحق بمن ذكر في الآية، وكذلك المنافق الذي لا يضر بالمسلمين.
  أما المصر على إلحاق الضرر بالمسلمين والساعي في ذلك فلا يجوز البر والإحسان إليه، ويستوي في ذلك الكافر والباغي ونحوهما؛ لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ... الآية [المجادلة ٢٢].
  وقوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ٢٨}[الفرقان]:
  يؤخذ منه كراهة مصادقة أعداء الله تعالى، ومجالسة جلساء السوء.
  وينبغي أن يقتصر الإنسان على مخاللة المؤمنين المتقين؛ لقوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧}[الزخرف].
كتاب السيرة
ولي الأمر
  قال الله سبحانه وتعالى: {قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٤٧}[البقرة]:
  في هذه الآية أن اختيار الولي موكول إلى الله تعالى، فهو الذي يختاره ويصطفيه.
  وأن البسطة في العلم من مؤهلات الولاية.
  وكذلك كمال الجسم.