فائدة في التطير والتفاؤل
فائدة في التطير والتفاؤل
  قوله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ..}[المائدة ٣]:
  قد يؤخذ من ذلك حرمة التشاؤم والتطير، وكذلك العمل على سعد النجوم ونحسها، كالتزوج في وقت وتركه في آخر، وكذا السفر والحجامة والحرب، وعلى الجملة فيدخل كل سعد ونحس بالأوقات والساعات والأيام والأماكن والأشخاص وغير ذلك.
  قال جار الله: وإنما كان الاستقسام فسقاً لأن ذلك دخول في علم الغيب الذي استأثر الله تعالى به، انتهى. وقد قال سبحانه: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}[النمل ٦٥].
  ولا بأس بالتفاؤل الحسن إذا خلي عن اعتقاد التأثير لذلك المتفاءل به؛ فقد اشتهر عن الرسول ÷ أنه كان يعجبه الفأل الحسن، وكذلك اشتهر عنه ÷ أنه غير أسماء كثير من الصحابة كان في أسمائهم شيء من الجلافة، وكذلك كان يكره ÷ الأسماء الجلفة في الأماكن والأشخاص ونحوهما.
  هذا، وقد يكون ذلك منه ÷ من أجل كراهة الفحش والجلافة والقسوة؛ فكراهته ÷ للتعريس في مكان ليس من أجل التطير والتشاؤم، وإنما هو من أجل ما ذكرنا من كراهته ÷ للقبح والفحش والقسوة؛ وذلك لما جبلت عليه طبيعته من الرأفة والرحمة والتعطف والحنان، فكان ÷ يكره ما ينافي ذلك من الأسماء والأفعال، وكان ÷ يميل إلى ما يوافق ذلك من الأسماء والأفعال، ومن هنا فيحمل ما ورد عنه ÷ واشتهر من إعجابه بالفأل الحسن، ونفرته من قبيح الاسم - على ما ذكرنا.
  وأما قوله تعالى: {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}[فصلت ١٩]: