الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة في طلب العلم

صفحة 197 - الجزء 1

فائدة في طلب العلم

  قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ١٢٢}⁣[التوبة]:

  يؤخذ منه أنه ينبغي النفر لطلب العلم أو يجب على طائفة.

  وقد يؤخذ من الآية قبول خبر الآحاد.

  وفيه أنه ينبغي أن يكون طلب العلم لغرضين:

  ١ - التفقه في الدين.

  ٢ - إنذار الناس وتحذيرهم وتعليمهم و ... إلخ، وقريب من ذلك قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ٢٩ قَالُوا يَا قَوْمَنَا ... إلخ}⁣[الأحقاف].

فائدة

  قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} ... الآية [هود ١١٣]:

  قال جار الله: النهي يتناول الانحطاط في أهوائهم، والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم، ومجالستهم، وزيارتهم، والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم، والتزيي بزيهم، ومد العين إلى زهراتهم، وذكرهم بما فيه تعظيمهم؛ لأن الركون هو الميل اليسير.

  هذا، وقد يجوز شيء من ذلك كالزيارة، والمصاحبة، والمجالسة، والانبساط إليهم في الأخلاق، غير أن ذلك لا يجوز إلا إذا كان لدفع منكر أو استدعاء صلاح، وتماماً كما قال الله تعالى لموسى وهارون ª: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ٤٤}⁣[طه].

  أما إذا لم يتم ذلك إلا بارتكاب معصية تزيد على المصلحة أو تساويها فلا يجوز. وإن كانت المعصية أقل من المصلحة فيجوز ذلك، وذلك كاستنقاذ مؤمن