الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة في حكم الأغاني

صفحة 201 - الجزء 1

فائدة في حكم الأغاني

  قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ... الآية [لقمان ٦]:

  لهو الحديث هو الغناء، أو كل ما يلهي عن ذكر الله من الحديث، فيكون الغناء فرد منه. وعلى كلٍّ فالغناء مما دلت عليه الآية، وعليه فيكون استماع الغناء حرام بهذه الآية، وقد استدل علماء أهل البيت $ وغيرهم من علماء الأمة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم استدلوا على تحريم الغناء بهذه الآية.

  وبعد، فالغناء يدعو إلى الهيام والغرام، ويحرك طبيعة الشهوة في الجنسين، ويحل عقد العفة، فتتحول به العفة إلى رذيلة، والطهارة إلى نجاسة، والشرف إلى دناءة، وما استنزلت العفيفة عن عفتها بمثل الغناء والخمر.

  هذا، ولو لم يرد في تحريم الغناء دليل من كتاب ولا سنة لكان ينبغي لذوي الفطر البشرية أن يحرموه؛ وذلك لما يؤدي إليه من الفساد والدناءة، والخسة، والتميع، وضياع الشرف والعزة والكرامة ..، والحمد لله رب العالمين.

فائدة في الفراغ

  قال الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧}⁣[الشرح]:

  قد يؤخذ من ذلك كراهة الفراغ، وذلك أن الله تعالى أمر نبيه ÷ بأن ينصب في عمل آخر إذا فرغ من عمله الأول.

  وقد تدرك الفطرة هذه الكراهة؛ فتلوم الفارغ السبهلل، لا في عمل دنياه ولا في عمل آخرته، وقوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} ... الآية [الجمعة ١٠] يشهد لذلك.