الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

المضمضة والاستنشاق

صفحة 17 - الجزء 1

  وقد قيل في تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}⁣[الأعراف: ٣٣]: إن الذي ظهر من الفواحش هو ما أدركت العقول فحشه بفطرتها، وإن ما بطن منها هو ما لم تدرك ذلك بفطرتها، بل تحتاج إلى من يهديها إلى معرفة فحشه وقبحه.

المضمضة والاستنشاق

  المضمضة والاستنشاق لم يُذْكَرَا في الآية بالتَّصرِيح، غير أنهما من أعضاء الوضوء؛ بدليل أنهما داخلان تحت مُسمَّى الوجه، فَدلَّ وجوبُ غسل الوجه عَلَى وُجوبِهما بدلالة التضمن.

  ويسَتحسنُ العقلُ غسلَ اليدين أولاً قبل إدخالهما في الإناء؛ لما عساه يكون عليهما من الوسخ.

  والخائف على نفسه أو غيره من العطش يتيمم، ويستبقي الماء لنفسه؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}⁣[النساء: ٢٩]، وكذلك الخائف على نفسه من استعماله لذلك.

  قَولُه تعالى: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}⁣[النساء: ١٧١]:

  يُؤخذ منه كراهةُ التَّعمُّقِ في الوضوء والزيادة على المشروع.

  نظافة الفم بالسواك أمْرٌ تدعو إليه الفطرة، فينبغي أن يتعاهد الإنسان فمه بالسواك، ولا سِيَّما إذا أراد الوضوء والصلاة، ولقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}⁣[البقرة].

  قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}⁣[لقمان: ١٩]، قد يؤخذُ منه كراهةُ السعي الشديد إلى الصلاة، وكذا إلى غيرها.