الستر في الصلاة
  وعلى الجملة فما أمكنه من الواجبات في صلاته أتى به، وما لا فلا.
  فإذا لم يستطع الإيماء بالرأس سَقطَ عنه الركوع والسجود، وإن أمكنه ذلك فعَلَه.
  وإن كان لا يستطيع القعود صلى كيفما أمكنه وتيسر له: إمَّا مستلقياً على ظهره، وإمَّا على جنب، ويكونُ في ذلك مستقبلاً للقبلة، ويومئ برأسه للركوع والسجود؛ وكل ذلك لقوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦].
الستر في الصلاة
  يجب ستر العورة في الصلاة؛ لقوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١]، وأقلُّ الزينة تغطية العورة.
  هذا، وتغطية العورة وسترُها فطرةٌ فطر الله البشر عليها؛ لهذا قال الله عن آدم وحواء: {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}[الأعراف: ٢٢]، ولا يحتاج مثل ذلك إلى إقامة دليل؛ فالبشر عامة على اختلاف مِلَلِهِم يستقبحون كشفَ العورة، ولا يطلبُ الدليلَ على ذلك إلا منكوس الفؤاد.
الزينة للصلاة وذكر المساجد
  والآيةُ المتقدمة تدل على أن استكمال الزينة مطلوبٌ لله تعالى بالثياب النظيفة، ونظافةِ الشعر والبدن، والرائحة الطيبة، ولباس الرأس، وتقليم الأظفار، ونتفِ الإبط، وحلقِ شعر العانة، وإلى آخر ما يُعَدُّ زينةً للرجال، كستر الظهر والبطن.
  وقوله: {عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} يريدُ عند كل صلاة؛ لأنها محلُّ الصلاة.
  كما تدل الآية أيضاً على كراهةِ الصلاة في الثياب الوسخة.
  وعلى استحباب ستر المنكبين والهبرية.