الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الخط

صفحة 147 - الجزء 1

الخط

  قوله تعالى: {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ٢٩}⁣[النمل]:

  قد يؤخذ منه أن الخط قائم مقام اللسان؛ فيترتب عليه من الأحكام ما يترتب على النطق به، والله أعلم.

فوائد في القضاء

  ١ - الحكم بين الناس بالحق والعدل الذي أمر الله تعالى به في كتابه لا يتم إلا بأن يتثبت القاضي فيما يقوله المدعي والمجيب، فليس من التلقين أن يسأل، ويستفسر، وماذا تقصد بكذا، و ... إلخ.

  ٢ - والذي أراه من العدل أنه إذا كان أحد المتخاصمين عند القاضي امرأة أو رجلاً ضعيفاً أن يطلب له من يتكلم بحجته، وينظر في أمره، ويستطلع ما في ضميره، وهذا ليس من التلقين، وإنما هو من التثبت.

  ٣ - والممنوع أن ينصب الحاكم من نفسه خصماً فيدعي أو يجيب، أو يقول لأحدهما: أنكر الدعوى، أو قل كذا وكذا.

  ٤ - من العدل والحق أن يسوي القاضي بين الخصمين في الكلام، والانبساط إليهما، وفي المجلس، بل إن ذلك أول عدله، فيلزمه أن يكون شديد التحفظ مما يشعر بالميل إلى أحدهما، فلا يضيف أحدهما دون الآخر، أو نحو ذلك.

  ٥ - على القاضي أن يبتعد بنفسه عما يثير التهمة له؛ فلا يقبل الهدية، ولا ينزل ضيفاً على أحد الخصمين، وفي المثل: «جبلت النفوس على حب من أحسن إليها»، وكل ذلك من أجل الحكم بالعدل، والتحفظ عن الميل في الحكم، وبعداً بنفسه عن التهم.