كتاب الصيام
  والمراد بالسعي إلى ذكر الله: السعيُ إلى استماعه؛ فيجب الاستماعُ والإنصات، وغير العرب يجزيهم ذكر الله بلغتهم؛ إذ ذكر الله بكل لسان، وقد قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦].
  وقوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ} ... إلخ الآيات [النمل: ٥٩]، يؤخذ من ذلك أنْ يبدأ الخطيبُ بالحمد لله، والتسليم والصلاة على المصطفين من عباده، ثم ... إلخ، واقتداء بالكتاب الكريم وفعل السلف والخلف.
  ويستدبر الخطيب القبلة ويواجه المسلمين؛ إذ ذلك من سنة الخطابة، وعادة المسلمين وغيرهم.
  وقوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١]، يدل على مشروعية الغسل ولبس الغسيل أو الجديد والتعطر و ... إلخ؛ وذلك أن صلاة الجمعة أفضل الصلوات؛ فهي لذلك أولى بالزينة.
  ولا ينبغي أذيةُ أحد بإقامته من مكانه أو نحو ذلك، ولكن يقول كما أمر الله: {تَفَسَّحُوا فِي الْمَجْلِسِ}[المجادلة: ١١].
كتاب الصيام
  قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ} ... إلى آخر آيات الصيام [البقرة]، يؤخذ من ذلك أن الصيام الذي فرضه الله علينا قد فرضه على مَن قبلنا في صفته وعدده أو في أحدهما.
  ومن هنا فَيَهُونُ التكليفُ به على المسلم إذا علم عمومَ التكليف به.
  وبعدُ، فالصيام أحد أركان الإسلام، وهو الإمساك عن المفطرات نهاراً. والمفطرات هي: الأكل والشرب والوطء، وقد ذُكِرَتْ في آيات الصيام،