الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قتال أهل البغي

صفحة 182 - الجزء 1

  تدل هذه الآية على وجوب الهجرة عن الأرض ... إلخ ما قدمنا.

  وفيها أن ترك الهجرة معصية كبيرة؛ للوعيد الشديد.

  وفيها الرخصة لمن لا يستطيع الهجرة.

  وفيها أن الضعف والجهل عذر في ترك بعض الواجبات.

  قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}⁣[النساء ١٠٠]:

  فيه أن المؤمن يبلغ بصدق نيته ثواب ما نواه وإن لم يفعله لمانع حال بينه وبين ذلك.

  قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ... الآية [المنافقون ٨]:

  فيه مع ما سبق أنه يحرم على المؤمن أن يهون وهو يجد إلى العزة سبيلاً، فيجب عليه من هنا الهجرة عن دار الهوان إلى دار العزة.

  كما يؤخذ منها مع ما سبق: أنه يجب على المؤمن تعزيز جانب المؤمنين وتكثير سوادهم.

  قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}⁣[النور ٦١]:

  يؤخذ منه أن العمى والمرض والعرج أعذار. وقد قدمنا أن السفر والخوف والمطر أعذار. ويستفاد من معرفة هذه الأعذار في باب القياس، والحمد لله رب العالمين.

قتال أهل البغي

  قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩}⁣[الحجرات]:

  يؤخذ منه أن الواجب قتال الفئة الباغية حتى ترجع عن بغيها، فإذا رجعت عن بغيها فلا يجوز قتالها.