الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الختام

صفحة 212 - الجزء 1

  نعم، قوله تعالى: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}⁣[النساء ٥٩]، الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول ÷ هو الرد إلى ما أجمع المتنازعون على صحته عن النبي ÷؛ لأن ذلك هو الذي يقتضي رفع النزاع، أما الرَّادُّ إلى الحديث المختلف في صحته فلا يرفع النزاع، بل يولد نزاعاً آخر.

  ومن هنا فتكون هذه الآية أوسع من حديث العرض؛ لأنها اشتملت على ميزانين اثنين لوزن المتنازع فيه من الحديث وغيره.

الختام

  إلى هنا ينتهي القلم من نزهته التي جنى خلالها من ثمار القرآن ما يغني ويقني، وقد كان في نفسي أن أضم إلى هذا الكتاب سيرة الرسول ÷ التي جاءت في القرآن، وما يلحق بها، وما عاناه من التعب والشدائد، وما في ذلك من العبرة والعظة والفوائد، فرأيت أن ذلك يحتاج إلى كتاب كبير، فقلل ذلك عزمي، وهدأ من نشاطي؛ فعسى أن يهيئ الله تعالى من يقوم بذلك إذا اطلع على هذه الفكرة.

  والحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  انتهى تحريره في ذي القعدة الحرام سنة ١٤٢٠ هجرية.