الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

صلاة الجمعة

صفحة 47 - الجزء 1

  قوله تعالى عن زكريا #: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ٤}⁣[مريم]، يؤخذ من ذلك أنه ينبغي أن يُقَدِّمَ الداعي بين يدي حاجته ذِكْرَ ضعفِه وفقرِهِ وفاقته، والثناء على ربه.

  وقوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠}⁣[يونس]، يؤخذ من ذلك أنه ينبغي ختم الدعاء بـ «الحمد لله رب العالمين».

  قوله تعالى حكاية لدعاء إبراهيم #: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ} ... إلى آخرِ الدعاءِ [إبراهيم: ٣٧]، فيه آدابٌ:

  منها: أن يهتم الداعي بأمور الآخرة، ومنها: الدعاء للولد والوالد ولسائر المسلمين.

  وفيه: أنه ينبغي أنْ يختار الوالد لولده البلدَ الصالح لتكون محلَّ سكناه، والمراد البلد التي يكون فيها الولدُ أقربَ إلى الصلاح والطاعة.

  وفيه: أنه ينبغي أن يدعوَ للولد بسعة الرزق، وصلاحِ أمر معيشته.

صلاة الجمعة

  قوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٠ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ١١}⁣[الجمعة]، يؤخذ من ذلك:

  وجوب المبادرة عند سماع النداء للجمعة.

  ويؤخذ من ذلك أيضاً وجوب الخطبة والصلاة في جماعة؛ لأن ذكرَ الله هو الخطبتان والصلاة؛ ولأن ذلك هو الذي يعقب النداء، ويجتمع له المسلمون في المساجد.