آية الربا
  وفيها أنه لا يحل أذيتهما والإضرار بهما؛ فلا يكذَّبوا، ولا يُعَنَّفُوا، ولا يكلفوا ما لا يجب عليهما.
  وقد فسرنا المضاررة هنا على الاحتمالين(١) فليعلم.
  وقوله تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}[البقرة: ٢٨٣]:
  فيه أن ما تقدم من الكتابة والشهادة غير لازم إلا عند الخوف من الإنكار وضياع الحق.
  وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ}[البقرة: ٢٨٣]:
  قيل: إن الشرط خرج هنا مخرج الغالب في العاد؛، إذ عدم وجدان الكاتب عادة ما يكون في السفر(٢).
  ويؤخذ من الآية أن القبض معتبر في صحة الرهن، ويؤيد ذلك أن الغرض من الرهن هو الاستيثاق في الدين؛ وذلك لا يتم إلا بالقبض، ومع عدم القبض فقد ينكر المديون الدين والرهن.
آية الربا
  قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}[البقرة: ٢٧٥] ... إلخ الآيات:
  ربا الجاهلية هو زيادة الدين بمرور الزمن، فيتضاعف الدين أضعافاً مضاعفة بسبب مرور الزمن، فإن قضى المديون ما عليه وإلا تضاعف، وهكذا، فقَبَّحَ الله
(١) أي احتمال أن يكون (يضار) مبنياً للمعلوم، واحتمال أن يكون مبنياً للمجهول.
(٢) أي فعليه يكون أخذ الرهان ولو في الحضر عند فقدان الكاتب.