التحية وإكرام الضيف وما يلحق بذلك
التحية وإكرام الضيف وما يلحق بذلك
  قال الله تعالى: {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}[هود: ٦٩]، وقوله: {فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ٥٧}[الحجر]، وقوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦}[الذاريات]:
  يؤخذ منه آداب؛ منها: أن الضيف يبدأ بالسلام، ويلزم الرد عليه، ثم استعلام الضيف والانبساط معه في الكلام، فإذا أراد الرجل إكرام ضيفه بكرامة فليذهب لها بخفية؛ خشية أن يمنعه الضيف، والروغان هو الذهاب بخفية.
  وفيها أنه ينبغي تبشير المؤمن بما يسره.
  وقوله: {يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ٧٤}[هود]، فيه أنه ينبغي للمؤمن أن ينصر أخاه بظهر الغيب وأن يهتم بشأنه.
  قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا}[الكهف: ٧٧]، فيها أنه يجوز سؤال الطعام عند الحاجة، وكذا الشراب والبيات من دون كراهة.
  قوله تعالى: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}[يوسف: ٨٨]:
  يؤخذ منه أنه يجوز للمشتري أن يسأل البائع أن يزيده زيادة يتصدق بها عليه.
  وقد يؤخذ منها أنه لا مانع من سؤال ذي الولاية بدون كراهة.
  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩} ... الآية [البقرة]:
  قد يؤخذ منه أنه لا يجوز التحية على أهل الذمة ومن في حكمهم من الكافرين والظالمين؛ وذلك أن التحية تنافي اللعنة.
  قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}[النساء: ٨٦]:
  يؤخذ منه وجوب رد التحية سواءً أكانت بلفظ السلام أم بغيره.