الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

إشاعة الفاحشة

صفحة 130 - الجزء 1

إشاعة الفاحشة

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} ... الآية [النور: ١٩]:

  يؤخذ منه استحباب الستر، فمن اطلع من أخيه على عورة فينبغي له سترها.

  وقوله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا}⁣[الحجرات: ١٢]، يدل على كراهة البحث والتفتيش عن سوءات الآخرين.

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}⁣[النور: ٢٣]:

  يؤخذ من ذلك أن القذف كبيرة. كما يؤخذ منه جواز لعن فاعل ذلك.

حد المحارب

  قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣٤}⁣[المائدة]:

  محاربة الله: هي محاربة أولياءه.

  والسعي بالفساد: هو قطع الطريق وإخافتها بالنهب والقتل.

  وظاهر الآية يفيد أن الوالي مخير بين المتعاطفات، وقد قيل: إن القتل والصلب لمن أخاف وقتل؛ فيقتل ثم يصلب، وقطع الأيدي والأرجل لمن أخذ المال، والنفي من الأرض لمن أخاف الطريق فقط.

  ويؤخذ من الآية أن المحارب إذا تاب قبل الظفر به لا يتعرض له وإن كان قد جنى وقتل وأخذ المال.