اليمين والكفارة
اليمين والكفارة
  قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ}[البقرة: ٢٢٤]:
  يؤخذ من ذلك كراهة الحلف من غير ضرورة على أحد تفسيرين.
  وقال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}[البقرة: ٢٢٥]، وفي آية: {بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ ...}[المائدة: ٨٩]:
  دل ذلك على أن يمين اللغو لا كفارة فيها، وأن يمين الكسب توجب على صاحبها عند الحنث الكفارة، وهي أحد ثلاثة أشياء: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة؛ فمن لم يجد أيَّ هذه الثلاثة صام ثلاثة أيام متتابعات.
  واللغو: هي أن يحلف الإنسان على أمر معتقداً له فانكشف خلافه.
  وقيل: إن المراد باللغو: قول الإنسان: لا والله، وبلى والله، من غير قصد إلى اليمين.
  وأقول: لا يبعد أن يكون كلا التفسيرين مراداً بالآية، وأجدني أميل إلى هذا(١).
  ويؤيد ما قلنا عموم آية: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج: ٧٨]، {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ}[الأحزاب: ٥]، و {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥]، غير أنه ينبغي أن يتخلص الإنسان من عادة الحلف التي يدخلها في كلامه.
  قوله تعالى: {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}[النحل: ٩١]، مخصوص بما يأتي وعليه فيكون وجوب الوفاء باليمين هو فيما يجب الوفاء به.
(١) أي التفسير الثاني وهو قول الإنسان ... إلخ.