الحيض
  والتطهرُ بالماء في هذه الأيام؛ إذ أن الاغتسالَ وتنقيةَ الجسم من الأوساخ من الزينة، بل إن ذلك أولُ الزينة.
  تنبيه: الغسل والمسح معروفان عند الناس فلا يحتاجان إلى التَّعريف والتَّوضيح.
الحيض
  جاءَ في الحيض قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}[البقرة].
  يؤخذ من الآية:
  ١ - أنه لا تجوزُ مجامعةُ النساء حالَ الحيض ولا بعد النقاء حتى تغتسلَ وتَتَطهرَ.
  ٢ - وأن النساءَ الْحُيِّضِ في حَدثٍ حالَ الحيض لا يزول إلا بالنقاء.
  قولُه: {حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} هذه الطهارةُ الأخيرةُ غيرُ تلك التي قبلها؛ فإن هذه الأخيرة داخلةٌ تحت قدرة المرأة: إمَّا بالماء، أو ببدله عند العذر.
  أمَّا تلك الطهارةُ الأولى فإنها لا تزولُ ولا تدخلُ تحت قدرة المرأة، ولا يرتفعُ حكمُها بالماء والتراب؛ لهذا ذكر الله تعالى الطهارتين، وخَالَفَ بين الفعلين.
  ومن هنا فإن الآية دَلَّتْ على أن المرأةَ الحائضَ لا تُصلِّي في حال وجود الحيض؛ لوجود المانع الذي لا يرتفع بالماء والتراب.
  ودَلَّ قوله تعالى: {قُلْ هُوَ أَذًى} على أَنَّ المحيضَ نجسٌ يجبُ اجتنابُه، وأنَّ الله يحب المتنزهين عنه.