الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

طب وقائي

صفحة 208 - الجزء 1

طب وقائي

  في القرآن الكريم طب وقائي لكثير من المصائب، قال تعالى وهو أهدى من رغب إليه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ١ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ٢} ... إلى آخر السورة [الفلق]، وقال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ١} ... إلى آخر السورة [الناس]:

  فأمر الله سبحانه عباده أن يستجيروا به ويستعيذوا من تلك الشرور المذكورة في السورتين، وهو القادر سبحانه وتعالى أن يجير المستجير به، وحاشاه تعالى من أن يدعو إلى ما لا يكون.

  وقد قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]، وقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}⁣[النمل: ٦٢]، إلى غير ذلك من الآيات.

  ومن الطب الوقائي ما أمر الله تعالى به من اجتناب الخبائث والفواحش؛ فحرم سبحانه الخمر والزنا واللواط التي تؤدي إلى الأمراض الفتاكة، كما حدث بالفعل نتيجة لذلك اليوم، فصياح دول العالم اليوم من مرض الزنا واللواط والمخدرات «الإيدز».

  وحرم سبحانه مقاربة الحائض حتى تطهر فقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} ... الآية [البقرة ٢٢٢]، وقد قال الأطباء: إن مقاربتهن تتسبب في حدوث علل مؤذية.

  وحرم سبحانه أكل الميتة والدم ولحم الخنزير و ... إلخ، وقد أثبت الطب الحديث أن أكل ذلك يسبب للمرض والضرر.

  وأمر سبحانه عباده المؤمنين بالطهارة بالماء عند القيام إلى الصلاة، وبطهارة البدن والثياب، وأعلن أنه يحب المتطهرين، وقال سبحانه: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ