الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الضحك

صفحة 186 - الجزء 1

الضحك

  قوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا}⁣[النمل ١٩]:

  يؤخذ منه أنه يباح الضحك عند حصول سببه، وأنه لا ينافي الوقار.

  وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ٢٩}⁣[المطففين]، وقوله تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ٥٩ وَتَضْحَكُونَ}⁣[النجم]:

  يؤخذ من ذلك أن الضحك استهزاءً وتكذيباً للحق والمحقين قبيح؛ فمن هنا يحسن الضحك لحسن سببه، ويقبح لقبح سببه، والله أعلم.

  وقوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}⁣[يوسف ١٢]، يؤخذ منه جواز اللعب والتلهي في غير محرم.

تصديق المؤمن

  قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ}⁣[التوبة ٦١]: يؤخذ منه أنه ينبغي تصديق المؤمن، ولا ينبغي تكذيبه، مهما لم يتيقن كذبه.

  وقوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٦}⁣[الحجرات]: فيه أن خبر العدل معمول به، أما خبر الفاسق فقد أمر الله بالتبين، وسماه جهالة تعقبها ندامة.

الظن السيئ والتجسس

  قوله تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا}⁣[النور ١٢]:

  يؤخذ منه قبح الظن السيئ بالمؤمن، وأنه ينبغي بدلاً عن ذلك ظن الخَيْرِيَّةِ به، ومن هنا فيلزم التأويل لما سمع.