فائدة
  في ذلك أنه لا يجوز للمؤمن مناصحة أعداء الإسلام، ومشاورتهم، وكإلقاء الأسرار إليهم، ودلهم على عورات المسلمين، أو أن يقول أو يفعل ما يقوي جانب الأعداء، أو يوهي جانب المسلمين، ومن هنا فلا يجوز بيع السلاح والعتاد إليهم.
  كما يؤخذ من الآية أن الواجب على المسلم أن تكون مودته خالصة للمسلمين، ولإخوانه المؤمنين.
  والواجب عليه نحو الأعداء المحاربين هو العداوة والجد في إدخال الضرر عليهم، وإغاظتهم، ويشهد لذلك قوله: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ} ... الآية [التوبة ١٢٠].
  كما أن الآية تنص على أن المناصح لأعداء الله سبحانه ليس له من ولاية الله حظ ولا نصيب، وأنه عند الله تعالى وفي حكمه منهم، وقد قال تعالى: {فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ ٨٦}[القصص]، وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ}[المجادلة ٢٢].
  قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} ... الآية [الأنعام ٦٨]:
  يؤخذ منه أنه لا يجوز القعود عند من يستهزئ بالدين وأهله، كما يدل على جواز القعود معهم إذا تركوا ذلك.
  قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}[الأنعام ٥٢]:
  يدل على وجوب العمل بالظاهر فيما يتعلق بالموالاة والمعاداة.