الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

إرشاد آخر لحل مشاكل الزوجين

صفحة 90 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}⁣[النساء: ٣٤]:

  في هذه الآية إرشاد من العليم الحكيم للأزواج القائمين على النساء إلى الطريق المؤدية إلى صلاح الزوجة الناشزة، أو التي يخاف منها النشوز، بأن يظهر منها دلائله وعلاماته ومبادئُهُ، فأول السبل الوعظُ، ثم الهجران، ثم الضرب، بالتدريج، ولا يفعل الأشق إلا بعد فعل الأخف.

إرشاد آخر لحل مشاكل الزوجين

  قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}⁣[النساء: ٣٥]، إرشاد آخر لمعالجة الخلاف بين الزوجين، وذلك باختيار حكمين: أحدهما من قبل الزوج، والآخر من قبل المرأة.

  وتفيد الآية أن للنية الصالحة دوراً في حل المشاكل؛ فينبغي أن يختار لذلك من يظن به ذلك.

إرشاد آخر

  قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}⁣[النساء: ١٢٨]:

  فيه أن للزوجة أن تتنازل لزوجها من بعض الحقوق كالبيتوتة والقيلولة؛ وذلك لئلا يطلقها، وأن ذلك خير لها وله، وقليلاً ما يحصلُ مثل ذلك؛ لأن النفوس مطبوعة على الشح والحرص.