[24] وقال # وقد عاتبه أهل في شراء جارية لما طالت مدته بصعدة المحروسة: [الطويل/25]
  فهل عاصمٌ مِن أمرِ ذي العرش نافِعٌ ... وهل هاربٌ منه وأين بهَارب
  مَدَدْتُ لهم حبلاً فظنّ سفَيهُهُم ... بأنيَ أُلقِي ثِنيَةً لِمُجَاذبِيْ(١)
  ولم يَدْر أني ليثُ غَابٍ فهل ترى ... يَفُلُّ شَبَا عزمي صياحُ الثعَالب
  عليّ لكم مِلءَ الفِجَاج عساكراً ... تريكم قبيل الظهر ضوَّ الكواكب
  غفلتُم وَلَمْ أغفل ونمتم وَلَمْ أنَمُ ... وملتُم مع الضّلال فِي كل جَانب
  ظننتم طعَان الطالبيّين فِي الوغى ... تَمايُلَكُمُ فِي الركْضِ حَول الجباجبِ(٢)
  سأوطي جياد الخيل هَام رؤوسِكم ... إذا لَمْ توافُوني بأوبةِ تائب
  وذاك بعون الله ﷻ ... مُقِيْمِ الجِبَال الرّاسِيَات الرَّوَاسِب
[٢٤] وقال # وقد عاتبه أهل فِي شراء جَارِيّة لمَا طالتْ مُدّته بِصَعْدَة المحْروْسَة: [الطويل/٢٥]
  دَعِي اللّوم عَنِّي اليوم يا أُمَّ أحمدِ ... ونَامِي فإن لَمْ تَشتَهي النّوم فَاقعُدِيْ(٣)
  دعيني فَإني قبل لَوْمِك خائفٌ ... ليومٍ يُشِيْبُ هَولُهُ كلَّ أَمْرَد
  سمعتُ أبي يحكي مصائبَ هوله ... وكان امرءاً يَهْدي الرشاد ويهتدِي
  أطَلْتِ العِتَابَ فِي حَلالٍ ركبتُه ... وإني بآيات المنزل مُقْتَدِي
  متى كان فِي القران تحريم زَوْجَةٍ ... على المرء أو تحريم مَا مَلِكَتْ يدي
  وإن كُنتِ من بيتٍ شريفٍ فإنني ... بمَا جئتُه فَاستعلمي غير مُعْتَدِيْ
  أَبَى الله لِي والعِلمُ والحلمُ والحِجَى ... مَسِيْري إلا فِي طريق محمَّد
  أبٌ نُزِّلَ الوحي الشريف بذكرِهِ ... وإني منه كالبنان مِن اليَد
  لنا الدِّيْنُ والإيمانُ إِرْثٌ ومَن يَزغ ... نُقَوِّمُ عِطْفَيْه بعَضْبٍ مهنّد
  لنا البيتُ بيتُ الله والحِجْرُ والصَّفَا ... وبَطْحَا مِنَى بين الأخاشب عن يدِ(٤)
  ومن كان بَاغٍ للنّجاة بِغَيْرِنا ... يكن كالذي يبغي السَّباقَ بمُقْعَد
  ويومٌ كأن اللّيل أعطاه بُردَه ... حِبَاً وكأن الشمس مُقلة أرْمَد
(١) المثناة: حبل من صوف أو غيره.
(٢) الجباجب: الطبل.
(٣) أم ولده أحمد هي الشريفة الفاضلة فاطمة بنت يحيى بن محمد الأشل من ولد الهادي #.
(٤) الأخاشب: الجبال الصمان، والمراد هنا جبلا منى، تسمى الأخشبان.