ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[48] وقال # يذكر وقعة عقار في سنة (603) ه ثلاث وستمائة: [الطويل/34]

صفحة 151 - الجزء 1

  وَانْصَبْ ولَا تَكُ مُختَارَاً رَفَاهِيَةً ... عَلَى الجِهَادِ فَإنَّ المَجدَ فِي النَّصَبِ⁣(⁣١)

  فطَالِبُ الخيرِ لَا تَخفَى مَذَاهِبُهُ ... ونَهجُ رُشْدِ المعَالِي غَيرُ مُحتَجِب

  وارتَدْ لنفسك أعمَالاً تَفُوزُ بِهَا ... واسلُك مَسَالِكَ أهلِ الخيرِ واقتَرِب

  وإن غُلِبْتَ فَكُنْ للصَّبرِ مُمتَطِيَاً ... سَيغلِبُ المرءُ بعد القَهرِ والغَلَب

  واشرَبْ بِكَأسِ العِدَا إن شَارَبُوكَ بِهَا ... يومَ الهِيَاجِ وإسْقِ القَومَ بالعَلَبِ⁣(⁣٢)

  ولا تَصُدَّ عن العَليا وتَطلُبُها ... كَتَارِكِ الماءَ يَبغِي بَارِقَ السُّحُب

  واقبَل مَشُورَةَ طَبٍّ بالأمُورِ عَلَى ... أهلِ المكَارِمِ مِثلُ الوَالِدِ الحَدِبِ⁣(⁣٣)

  تَحُلُّ فِي العُربِ فِي أعلَى مَرَاتِبِهَا ... والجارُ أولَى كَمَا قد قيلَ بالصَّقَبِ⁣(⁣٤)

  قُومُوا ولا تَهِنُوا فِي حفظ دِينِكمُ ... فَمَنْ حَمَى الدِّيْنَ لَمْ يَخسَرْ وَلَمْ يَخِب

  وشَاورُوا الهَندَوَانِياتِ وابتذِلُوا ... سُمَرَ الرِّمَاحِ ولا تَخشَو مِنَ الرَّهَب

  وإن غفلتُم فَإنِّي لا أُسَائِلُكُم ... بَلْ أبسُطُ السيفَ فيكم غيرَ مُتَّئِبِ⁣(⁣٥)

  فَمَا القَرَابَةُ عن عَاصٍ بِدَافِعَةٍ ... أمَا سَمِعتُمْ بذكرٍ فِي أبِي لَهَب

  [٤٨] وقال # يذكر وقعة عقَار⁣(⁣٦) فِي سنة (٦٠٣) هـ ثلاث وستمائة: [الطويل/٣٤]

  سَلِي يا بنَةَ اليَامِيِّ عَنَّا وعَنهُمُ ... عَشِيَّةَ جَالَت فِي عَفَارَ الفَوَارِسُ

  فلم نَرَ إلا زَاعِبِيَّاً مُحَطَّمَاً ... وذَا شَطَبٍ قد ثَلَّمَتْهُ القَوَانِسُ⁣(⁣٧)

  ولَمْ تَرَ إلا أعوَجِيَّاً مُكَلَّمَاً ... رَقتْهُ العَوَالِي إذْ عَرَتْهُ الوَسَاوِسُ

  وَذَا حَنَقٍ ضُمنَاهُ فَانزَاحَ شَّرُّهُ ... وكَانَ قَدِيمَاً تَتَّقِيهِ الشَّوَامِسُ⁣(⁣٨)


(١) انصب: من النَّصب: وهو الجدُّ والتعب.

(٢) العُلَب: السيف والسكين والرمح.

(٣) الطَّب بالفتح: الحاذق الماهر بعمله.

(٤) الصقب: الذي يقرب منه، ومَا يليه. فِي القاموس (والجار أولى بصقبه) أي بمَا يليه ويقرب منه.

(٥) أي غير مبال ولا مستحٍ ممن عصى الله ورسوله وخالف الحق.

(٦) عفار: قرية فِي عزلة عيال حاتم، ناحية جبل عيال يزيد. ووادي عفار بنفس المنطقة فِي الشمال والشمال الشرقي من قارن.

(٧) الزاعبية: الرماح. والزاعبي من الرماح: الذي إذا هزَّ تدافع كله كان آخره يجري فِي مقدمه، وتنسب إلى رجل من الخزرج يقال له: زاعب، كان يعمل الأسنة. ذا شطب المراد به السيف. والثلم: هو الكسر. والقونس: أعلى بيضة الحديد.

(٨) الشوامس: جمع شامس، وهو الذي منع ظهره. يطلق على القوي الصلب.