ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[48] وقال # يذكر وقعة عقار في سنة (603) ه ثلاث وستمائة: [الطويل/34]

صفحة 152 - الجزء 1

  ضَربَنَاهُمُ عن مِنبَرِ الحَقِّ عُنوَةً ... كَمَا ضُرِبَت دُونَ الحِيَاضِ الخَوَامِسُ⁣(⁣١)

  وهُم عَسكَرٌ مُجْرٌ ونحن كتيبة ... بِها من بني المختار أسدٌ عوابسُ⁣(⁣٢)

  فَلَو أنَّ خَيلِي أوعَبَت فِي قِتَالِهِمْ ... لَحَلَّ بِهِم يومٌ أصَمٌّ حُلابِسُ⁣(⁣٣)

  وكَانَت عَلَيهِم وَقعةُ البَوْنِ صَيحَةً ... وشَايَعَهُم مِنها البَسُوسُ ودَاحِسُ

  ولَكِنْ حَمَى عنهم فِرَارٌ مُحَقَّقٌ ... ولَيلٌ من النَّقعِ المُرَاكَمِ دَامِسُ

  وكَونُ ثِقَالِ الخَيلِ تَهوِي إليهِمُ ... فَلم يَشهدِ الهَيجَاءَ إلا المُحَالِسُ⁣(⁣٤)

  فلَو لَبِثوا كَلَّا ولَا لَزِمَتْهُمُ ... حُماةٌ إذَا بِيعَ الرَّدى لا تُمَاكِسُ

  أبوهُمْ عَليٌّ والنَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ... فَلَا غُصنُهُم ذَاوٍ ولَا الضَّرعُ يَابِسُ⁣(⁣٥)

  إذَا قِيلَ هَذِي حَومَةُ الموتِ أرقَلُوا ... إليهَا وإن كَانَت عَوانٌ وعَانِسُ⁣(⁣٦)

  إذَا ضَارَبُوا ذَاقَ الحِمَامَ ضَرِيبُهم ... وإن جَالَسُوا نَالَ الغِنَاءَ المُجَالِسُ

  فلِلَّه عيَنَا مَن رَآهَا وَبَرقُهَا الـ ... ـسُّيُوفُ وأصواتُ الكُمَاةِ الرَّوَاجِسُ⁣(⁣٧)

  ووَالِي جُنُودِ الظُّلمِ يدعُو حُمَاتَه ... وقَدْ طَمَّ لَيلُ النَّقعِ واليومُ شَامِسُ

  وَكَانت لَهَا فِيمَا مَضَى عَنهَجِيَّةُ اللُّـ ... ـيوثِ فَوَلَّى وهو عَذرَاءُ آنِسُ⁣(⁣٨)

  فَيومٌ بيومٍ واللَّيَالِي حَوَامِلٌ ... وأحدَاثُهَا مِنهَا جَدِيدٌ ودَارِسُ

  وَنَحنُ هُدَاةُ النَّاسِ بعد مُحَمَّدٍ ... ومِن قِبلِهِ نَحنُ الحُمَاةُ الأحَامِسُ⁣(⁣٩)

  صَمِيمُ قُرَيشٍ لَا شَمَاطِيطُ جُرْهُمٍ ... ولَم يَنمِهم كُردٌ ولَا الحُرُّ فَارِسُ⁣(⁣١٠)


(١) والخِمْسُ، بالكسر، من أظْماءِ الإِبِلِ: وهي أنْ تَرْعَى ثَلاثَةَ أيَّامٍ، وتَرِدَ الرابعَ، وهي إبِلٌ خَوامِسُ.

(٢) المجر: الجيش العظيم.

(٣) الحُلابس: بضم الحاء المهملة، كعلابط: الشجاع.

(٤) رجل حلس: ملازم لا يبرح القتال، وفلان من أحلاس الخيل: أي هو من الفروسية ولزوم ظهر الخيل كالحلس اللازم لظهر الفرس.

(٥) ذوى العود والبقل: بالفتح يذوي ذياً وذوياً كلاهما: ذبل فهو ذاوٍ، وهو إن لا يصيبه ري أو يضربه الحر فيذبل ويضعف.

(٦) الحرب العوان: التي قوتل فيها مرة بعد مرة كأنهم جعلوا الأولى بكراً، أو كان قبلها حرب، أو المرددة، والعانس التي يطول مكثها.

(٧) الإرتجاس: صوت الشيء العظيم المختلط كالجيش والسيل والرعد.

(٨) العذراء: المرأة البكر، والآنس: الإنسية.

(٩) رجل أحمس: شجاع، وهو أيضاً المتشدد على نفسه فِي الدين.

(١٠) قوم شماطيط: متفرقون. ولم ينمهم: أي لا ينتمون إلى الكرد ولا إلى الفرس.