[59] وقال # في خلاف أهل الشرف: [الكامل/59]
  أَورَادُهُم بِاللَّيلِ مَعرُوفَةٌ ... بِأفضلِ المَتلُوِّ لَمَّا تُلِيْ
  وَإن بَدَتْ حَربٌ فَهُم أُسدُهَا ... حِينَ يَصِيرُ الَّليثُ مِثلَ الطَّلِي
  وقد دَعوَنَا فَاقضِ مَا بَينَنَا ... فَأيُّنَا أَولَى بِهَا يَا أَخِي(١)
  مَن لَمْ يَرَ النُّكرَ وَلَمْ يشربِ الـ ... ـخَمْرَ وَلَمْ يَنطِق بِقولٍ بَذِيّ
  نَشأَتُهُ طَاهِرَةٌ إذْ نَشَأ ... يَقفُو عَلى نَهجِ أبيهِ عَلِيّ
  يَحمِي عَلَى الخَيلِ إذَا أدبَرَت ... ويَبذُلُ المَالَ ويَهدِي العَمِيّ
  ويَنظُرُ الدُّنيا وإن زُخرِفَت ... يَا ابن أَبِيهِ نَظَر المُزْدَرِي
  وإن بَدَتْ حَربٌ تَجَلَّى لَهَا ... بِعزَمَةٍ تَهزَؤُ بِالمَشرَفِيّ
  رُدُّوا عَلَينَا يَا بَنِي عَمِّنَا ... تُرَاثَنَا مَا الأمرُ فِيهِ غَبِيّ
  وسَلِّمُوا الأمرَ لِأربَابِهِ ... فَأصلُكُم أَصْلٌ شَرِيفٌ زَكِيّ
[٥٩] وقال # فِي خلاف أهل الشرف(٢): [الكامل/٥٩]
  أَبلِغْ هُدِيتَ قَبَائِلَ الغَدْرِ ... مِن حَيِّ جُلٍّ أو بَنِي شِمْرِ(٣)
  وبَنِي مَدِيخَةَ إن عَرضَتَ بِهَا ... وحَجُورَ مُشْبِهِ ساكنِ الحِجْرِ(٤)
  وابنِ القُحِيمِ ورَهطِهِ فلَقَد ... جَآؤا بأمْرٍ مُنكَر إمْرِ(٥)
(١) قال الفقيه حميد الشهيد | في محاسن الأزهار شرح هذه القصيدة، في المقارنة بين الإمام المنصور بالله والناصر العباسي: والمعاصر للإمام المنصور باللَّه # الملقب بالناصر كان معدوداً من أهل الفسوق، وأئمّة الضلال والمروق، لا يعف عن الحرام، ولا يتوقّى شيئاً من الآثام، ولا يراقب المليك الواحد، ولا يرتاع لمشهود وشاهد، ولا ينطوي على الإنتقام للَّه من مارد، ولا يستحيي من اللَّه من توقير معاند، مستهتر بالشراب والغناء، مفتون بالفساد والخنا، يميل به الخمّار، وتحفه في مجلسه الأوتار، ويعلّل نفسه بنغمات العيدان، ويبرز للصلوات صاحياً وسكران؟ هذه صفات الناصر وهو في الحقيقة الخاذل لدين اللَّه.
فأين هذا من الإمام المنصور باللَّه الّذي قام وقد هدرت شقاشق الضلال، وخطب بالكفر الجهّال، وزخرت بحار الكفر، وقام سوق النكر، فلمّا انبرى إلى الإمامة داعياً، وأسمع بالدعاء واعياً، قوّض بنيان الكفر العالية شرفاته؟ ومزّق علَمه الهافية عذباته؟ وأغاض بحره بعد تلاطمه، وأقشع غيمه بعد تراكمه، ونصب في أفق العزّ للعلم بنوداً، وأبان له معالم وحدوداً، وأنهج سبل الطلب للهداية، وأوصح بفائق نظمه ونثره طرق الغواية.
(٢) الشرف: سلسلة جبلية في الشمال الغربي من مدينة حجة، تشمل عدداً من المديريات، منها: المحابشة والشاهل وقفل شمر وكحلان الشرف والمفتاح وأسلم وغيرها، ويسكنه كثير من القبائل كالأمرور وبنو جل وبنو شمر وبنو كعب وغيرهم.
(٣) شمر - بفتح الشين وسكون الميم -: جبل في غربي المحابشة، وبنو شمر من قبائل بلاد الشرف.
(٤) مديخة: جبل من مديرية الشاهل، نسبة إلى مديخة بن قدم بن قادم بن زيد، يضم عدداً من القرى والحصون، وبنو مديخة من قبائل بلاد الشرف.
(٥) بنو القحيم: من قبائل حجور يسكنون في مديرية كُشر من أعمال حجة.