ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[60] وقال # هذه القصيدة إلى بغداد: [البسيط/43]

صفحة 192 - الجزء 1

  أَيُلزِمُ الحَدَّ مَحدُودٌ بِحُكْمِ إِلَا ... ـهِ النَّاسِ أم يُرشِدُ الضُّلَّالَ مُغوِيهَا⁣(⁣١)

  جَعلتُمُ حُجَّةَ الدَّعوَى مُطَهَّمَةً ... جُردَاً ومَطرُورَةً تَصمِي نَوَاحِيهَا

  إنَّ الخلِيفَةَ مَنْ يَهدِي بِسُنَّتِهِ ... حَتَّى تُضِيئَ بِهِ الظَّلمَا لِسَارِيهَا

  ويَقتَفِي سُنَّةَ المُختَارِ مُعتَمِدَاً ... حَتَّى يَضُمَّ إلَى الأدنَى قَوَاصِيهَا

  وَلَا يَمِيلُ إِلَى لَهوٍ وَلَا لَعِبٍ ... إِلَا بِسُمرِ العَوَالِي فِي مَجَارِيهَا

  يُجرِي الشَّرِيعَةَ مُجرَاهَا الذِي وُضِعَت ... عَلَيهِ حَتَّى يَحِلَّ الدَّارَ بَانِيهَا

  خَلِيفَةُ اللهَ تُرضِي اللهَ سِيرَتُهُ ... وتَطْهُرُ الأرضُ طُرَّاً مِن مَخَازِيهَا

  كم قَد سَمِعتُم خِلاَفَاً فِي الوَصِيِّ وفِي الـ ... ـصِّدِّيقِ يَعظُمُ فِي النَّجوَى تَلاَحِيهَا

  فَكيفَ يَأخُذُهَا مَن عَلمُ جُمْلَتِكُم ... بِحَالِهِ عَن طِلَابِ العلمِ يُغنِيهَا

  القَومُ مِنَّا ولَكِنْ أينَ فَاطمَةٌ ... وزوجُهَا وسَلِيلَاهَا ووَالِيهَا

  وأينَ سِيرَتُنَا المشهورُ طُهرَتُهَا ... بِاسمِ المُهَيمِنِ مُجرِيهَا ومُرسِيهَا

  نَقفُو بِهَا جَدَّنَا المُختَارَ لَا عِوَجٌ ... فِيهَا ولَا أَمْتَ نَلقَى فِي مَعَانِيهَا

  لَا نَعرِفُ الخَمرَ إلَا حِينِ نُهْرِقُها ... ولَا الفَوَاحِشَ إلَّا حِينَ نَنفِيهَا

  إنَّ الخِلَافَةَ حُكمُ اللهِ فَانتظِرُوا ... حُكمَ المهيمن فِيهَا فَهو مُعطِيهَا

  أيستقيمُ بِهَا مَن لَا تَقُومُ لَهُ ... شَهَادَةٌ فِي حَقِيرٍ إذ يُؤدِّيهَا

  وكَم فَتىً سُمِلَت عَينَاهُ قَامَ بِهَا ... وسُكَّتِ اِذْنٌ لِثَانٍ فِي تعَاطِيهَا⁣(⁣٢)


(١) روى ابن جرير الطبري أنّ الأمين لمّا نزلت به الجنود من عقبة حلوان، جاء إليه الخبير؟ فقال له: يا مولاي هذا طاهر بن الحسين قد نزل من عقبة حلوان في الجيوش، فلم يلتفت الأمين إليه، فلمّا ألحّ عليه انتهره وقال: كوثر قد صاد سمكتين وأنا ما صدت شيئاً. ثمّ لمّا حوصر في بغداد وضويق باللجوء إلى مدينة المهدي وصارت أحجار المجانيق تقع في شقّ بساطه، وهو يختار الجواري للغناء، فغنّته جارية فأخطات في الغناء فشتمها بالقذف وقال: تغنّيني الخطأ؟ خذوها فكان آخر العهد بها، وما أفاق من الخمر حتّى الليلة الّتي قتل فيها.

(٢) ذكر الإمام المنصور باللَّه # كلاماً في دعوته الّتي أنشأها إلى أهل اليمن خاصّة في سنة اثني عشرة وستّمائة في شأن بني العباس قال فيها: يا مدّعي الإمامة للعباسي أناس أنت أم متناسي؟ أليس من شرطها عند الكافة من علماء الأمّة الفضل والعدالة والعلم والشجاعة، كيف يقيم الحد المحدود فعلاً وحكماً؟ أم كيف يقود الأعمى الأعمى؟ أما كان المأمون قتل أخاه الأمين؟ وكان المنتصر قتل أباه المتوكّل، وكان المعتزّ قتل المستعين، وكان المهدي قتل المعتز، ّ وكان الموفّق حبس المعتمد وولّى الأمر دونه وعقد الخلافة له؟ وكان المعتمد ردّ ولاية العهد الى ابن الموفق الملّقب بالمعتضد، وخلع ابنه بعد العقد له، وخلع ابن المقتدر وولّى ابن المعتزّ يوماً واحداً، وخلع المقتدر وولى القاهر، وعقدت له البيعة يومين، والمستكفي سمل عين المتقي، والمطيع سمل عين المستكقي، وخلع المطيع نفسه وسلم الخلافة لولده الطائع، وقطعت إحدى أذنيه كما ذكره القضاعى صاحب الشهاب في تاريخه و غيره. إلى قوله # بعد هذه الجملة المذكورة: وهذه نكتة =