ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[60] وقال # هذه القصيدة إلى بغداد: [البسيط/43]

صفحة 193 - الجزء 1

  أيُّ الإمَامَينِ أَولَى بِالقِيَامِ بِهَا ... يَا قَومِ أَوَّلُهَا أَمْ ذَاكَ ثَانِيهَا

  نَعُوذُ باللهِ مِن قَولٍ يَقُومُ لَهُ ... سُوقٌ من الخِزِيِّ لَا تُحنى نَوَادِيهَا⁣(⁣١)

  أنَا ابنُ أحمد إن فَتَّشتَ عَن نَسَبِي ... القَائِدُ الخيلِ مَنكُوبَاً حَوَامِيهَا⁣(⁣٢)

  المانِعُ النَّفسَ مَا تَهَوَاهُ من صِغَرٍ ... عَمدَاً لِتَسمُوَ أو تَعلُو مُسَامِيهَا⁣(⁣٣)

  وغَارَةٍ مِثلُ لَمعِ البَرقِ مُشْعَلَةٍ ... كُنَّا الذَّواِئبَ منها لا تَوَالِيهَا⁣(⁣٤)

  وهَزمَةٍ مِثلُ قَصفِ الرَّعدِ مُجْحِفَةٍ ... ظَلَّت سُيُوفُ بَنِي المُختَارِ تَحمِيهَا

  وسَائِلٍ عن فُنُونِ العِلمِ مُلتَهِفٍ ... هَمَى عَلَيهِ بِمَاءِ العِلمِ هَامِيهَا

  وطَالِبٍ جَاءَ والآفَاقُ قَاتِمَةٌ ... غَبْرَاءُ نَالَ أُمُورَاً وهو رَاجِيهَا

  مَن ذَا يَكُونُ كَآلِ الطُّهرِ فَاطِمَةٍ ... مَن ذَا يُقَارِنُهَا مَنْ ذَا يُسَاوِيهَا

  خِلاَفَةُ اللهِ دِينُ اللهِ فَانتَقِدُوا ... رَبَّ السَّرِيرِ لِيُعطِي القَوسَ بَارِيهَا

  يَا أهلَ بغدَادَ خَافُوا اللهَ إنَّ لَهُ ... بَطشٌ يَحُشُّ القُرَى جَمعَاً ومَن فِيهَا

  فارعوا حقُوقَ رسولِ الله والتزِمُوا ... بِعُرْوَةٍ لا يَخَافُ الفَصْمَ رَاعِيهَا

  وراقِبُوا اللهَ في سِرٍّ وفِي عَلَنٍ ... فَنَحْنُ مَهْدِيُّهَا مِنَّا وهَادِيهَا

  ونَحْنُ في غمراتِ الشَّكِّ فُلْكُ نَجَا ... تُنجِي ويَهْلَكُ عِنْدَ الموتِ قَالِيهَا

  نَحْمِي حِمَى الدَّينِ بالجُرْدِ العِتَاقِ وبِالْـ ... ـبِيضِ الرِّقَاقِ رؤوسَ الضِّدِّ نُغشِيهَا⁣(⁣٥)

  وكم فتى يَلتَقِي الأبطالَ مُبتَسِمَاً ... مِنَّا ويَطْعَنُهَا شَزْرَاً ويُرْدِيهَا


= تدلّ على ماوراءها، فيا من يقول بإمامتهم مَن الإمام عندك؟ القاتل أم المقتول؟ السامل أم المسمول؟ الخالع أم المخلوع؟ الحابس أم المحبوس؟ تفكّر إن كنت من المتفكّرين، وما يعقلها الاّ العالمون، إنّ للدين حدوداً ورسوماً لايعدوها إلّا العادون، أفي دين الإسلام إمامة الأطفال؟ فقد عقدها لهم علماء الضلال. إلى قوله #: أفي دين الإسلام إمامة الأطفال، فقد عقدها لهم علماء الضلال، يريد هارون المسمّى بالرشيد، الضال في الحقيقة العنيد، و ذلك أنّه عقد الخلافة لولده محمّد الأمين وهو ابن خمس سنين، و معلوم بإجماع المسلمين أن من كان بهذه الصفة لا ولاية له على نفسه وماله فكيف يكون وليّاً على أهل الإسلام في الأنفس والأموال لولا اتّباع الهوى، ومجانبة سبل الهدى.

(١) لا تحنى: أي لا تعطف ولا تلوى.

(٢) الحوم: القطعة الضخمة من الإبل لإلى الألف أو لا يحد.

(٣) في النسخة الأصلية: لتسمو وتعلو من يساميها.

(٤) التوالي: الأعجاز، ومن الخيل: مآخيرها.

(٥) في بعض النسخ (الصيد).