ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[133] وقال # وقد اقتتل قوم من شام صعدة وأصابوا رجلا يقال له قرة بن عدنان المضري وكان من المسلمين العباد الصالحين: [الطويل/36]

صفحة 305 - الجزء 1

  حَكى سَعدٌ لنا سُعدَاً قَدِيِمَاً ... غداةَ فَرِيضَةِ البَرِّ المُصَلِّي

  تَحلَّى بالمكارِمِ والمعالِي ... وأحسنُ ما يكون السيفُ مَحْلِي

  نَمَاكم للعُلَى العالِي عَلِيٌّ ... وبِشرُ الماجدُ السَّامي المُجَلِّي

  زَحَمتَ الباهِشِينَ إلَى عُلاَكُم ... وتَنقَلِبُونَ كالنَّعَمِ المُوَلِّي⁣(⁣١)

  فلو رَخُصَتْ لأحرزها سِوَاكُم ... ولكن بَائِعُ العَليا مُغَلِّي

  فِدَىً لَكُمُ المُقَصِّرُ عن مَدَاكُم ... ولستُ أقولُ رَاحِلَتِي وَرَحْلِي

[١٣٣] وقال # وقد اقتتل⁣(⁣٢) قوم من شام صعدة وأصابوا رجلاً يقال لَهُ قرة بن عدنان المضري⁣(⁣٣) وكان من المسلمين العباد الصالحين: [الطويل/٣٦]

  أمعشرَ يَامٍ منهجُ الحقِّ واضِحُ ... فإن تجهلوه أوضحتهُ الصفَائِحُ

  أتَانَا على نَأي الدِّيَارِ بِأَنَّكُم ... فَعلتُم أمورَاً كَانَ عنها مَنَادِحُ⁣(⁣٤)

  قَطَعتُم سَبِيلَ المسلمين ضَلاَلَةً ... ولم ينهكم عن ذلك الفِعلِ صَالِحُ

  فأين بكم يَا يَامُ عند وصولِنَا ... إذا امتلاَت بالدَّارِعِين الأباطِحُ⁣(⁣٥)

  وجَاشَت بفِتيانِ الصباح كأنَّهَا ... جَوَارِحُ ألْجَاهَا إلَى الوَكر بَارِحُ⁣(⁣٦)

  عَليهَا كُمَاةٌ من نِزار ويَعرُبٍ ... بَهَاليلُ طعَّانون شُوسٌ جَحَاجِحُ⁣(⁣٧)


(١) البهش: المسارعة إلى أخذ الشيء.

(٢) ذكر فِي السيرة المنصورية: أن الإمام (ع) كان قد جعل الولاية فِي صعدة وأعمالها إلَى الأمير مجد الدين يحيى بن مُحَمَّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى لعلمه أنه يقوم بأعبائها، فكره والده ذلك، وأراد لَهُ أن يزداد فِي طلب العلم، فبقيت صعدة فوضى، وامتنع أهل نجران من تسليم الحقوق، وطردوا الوالي، وخالفت يام وقطعوا السبيل، وأخذوا المسافرين وأخذوا جماعة من أهل هجرة قطابر وفيهم رجل من الصالحين يقال لَهُ قرة بن عدنان، فأخذوا ماله بعد أن أصابوه وقتلوا رجلاً آخر يقال لَهُ ابن الرعبة.

(٣) في (م) (ع) العشيري. وفي النسخة الأصلية: المضري وكان من الصلحاء العباد.

(٤) منادح جمع مندوحة، وجمعت على منادح هنا للضرورة وإلا فجمعها مناديح ذكر ذلك فِي الصحاح، وقال: وقد تجمع على منادح للضرورة، يقال كان مندوحة عن هذا الأمر أي كان لي سعة وفسحة، أي كنتم من فعل تلك الأمور على غنى ولستم بحاجة إلَى فعلها، وكنتم فِي سعة عنها.

(٥) جمع دارع: وهو من يلبس الدرع.

(٦) البارح: الريح الحارة في الصيف.

(٧) بهاليل جمع بهلول: السيد الجامع لكل خير. والشوس جمع أشوس: وهو الذي ينظر بمؤخر العين تكبراً أو تغيظاً. والجحاجح جمع جحجاح: وهو السيد.