ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[134] وقال # إلى بني القاسم قبل أخذه أثافت وهدمها: [الطويل/37]

صفحة 307 - الجزء 1

  وعندكُمُ يَا يَامُ مِنَّا مَشَاهِدٌ ... دَلاَئِلُهَا للناظرينَ لَوَائِحُ

  فمَا عُذرُنَا فِي قَصدِكُم فِي دِيَارِكُمْ ... وقد ظَهَرَت منِكم خُطُوبٌ فَوَادِحُ

  نَكثتُم عُهُودَاً جَمَّةً تَعرِفُونَها ... لَهَا طَالِبٌ فِيهِ الثَّنَا والممَادِحُ

  نَطحتُم صُخُورَاً رَاسِياتٍ أصولُها ... تَصَدَّعُ منهن القُرُونُ النَّوَاطِحُ

  وأُنْسِيتُمُ الإحسَانَ والعفوَ عنكُمُ ... لَيَالِيَ ضَاقَت بالقُلُوبِ الجَوَامِحُ

  بشيخين من آل الرسول عليهما ... ثياب تقى ما دنستها الفضائحُ

  هُمَا نَهْنَهَانَا عنكم غَيرَ مَرَّةٍ ... بِحلم لَهُ وزنٌ على الشُّمِّ راجِحُ⁣(⁣١)

  وأمْلاَكُ هَمدَانٍ سلاطينُ حاشِدٍ ... رَفونَا وردُّوا قولَ من هو كَاشِحُ⁣(⁣٢)

  وَقاَلُوا هَبُونَا قَومَنَا وذُنُوبَهُم ... لَعَلَّ زِنَادَ السِّلمِ يُورِيْهِ قَادِحُ

  فَغَيَّرتُمُ وجهَ الصَّنِيعِ وكنتُمُ ... كَبَاحِثِ ظِلفٍ حين أعوَز ذَابِحُ

  ولاَبُدَّ من يوم عليكم عِصَبْصَبٍ ... ففِي السيفِ بُرهَانٌ مع الحَقِّ وَاضِحُ

  هُنَالِكَ ينسى الشَّيخُ فِيهَا صَبُوحَهُ ... إذَا طلعت فِي روسِهِنَّ المصَابِحُ⁣(⁣٣)

  ويَحْدُثُ أمرٌ لا يُنَادَى وَلِيدُهُ ... تَعَطَّلُ عنهُ الشَّايِلاَتُ اللوَاقِحُ

  وتَنسى بِهَا المِقلاَتُ غَابِرَ نَسلِهَا ... ويُجحَرُ فيهَا كُلُّ من هُو نَابِحُ⁣(⁣٤)

  فَإن لَم تُنِيبُوا قَبلَهَا فتَوَقَّعُوا ... مُدَمْدَمَةً تَبْيَضُّ منهَا المَسَابِحُ

[١٣٤] وقال # إلَى بني القاسم قبل أخذه أثافت وهدمها⁣(⁣٥): [الطويل/٣٧]

  بَنِي قَاسِمٍ هل تُشرَبُ الخمرُ ظَاهِرَاً ... بِثَافت والأسيافُ لَمْ تشربِ الدِّمَا⁣(⁣٦)


(١) النهنهة: الكف والمنع.

(٢) رفا الثوب أصلحه.

(٣) المصابح جمع مصباح: وهو هنا السنان العريض.

(٤) المقلات: المرأة التي لا يعيش لها ولد، أو الناقة التي حملت مرة ثم لم تحمل بعدها. ويجحر: أي يدخل في جحره، النابح: أي كل سبع عقور.

(٥) أنشأ الإمام (ع) هذه القصيدة بعد أن بلغه بأن آل المكم وجيرانهم بأثافت تظاهروا بشرب المسكر، وفعل المنكر، وصاحت صوائحهم فِي الأسواق بطرد الأشراف من البلاد وقتلهم وقتل خدامهم، ومن انتمى إليهم، أو أعان بمعونة من أهل البلاد إلَى حصن ظفار، أو آوى أحداً منهم فقد أحلوا ماله ودمه، فأنشأ إليهم كتاباً فلم يردوا جواباً، وأصروا على غيهم، وأجمع رأي آل القاسم على الإنقياد لأمر الغز، فأنشأ (ع) هذه القصيدة يؤنبهم فيها ويذكرهم أفعال السلف الصالح من آبائهم وقيامهم فِي جهاد أعداء الله وصبرهم.

(٦) أثافت (بضم الهمزة، وكسر الفاء): بلدة قديمة خربة بالقرب من دماج شرقي خمر على مسافة ساعتين للراجل، وهي اليوم من الغيل.