ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[134] وقال # إلى بني القاسم قبل أخذه أثافت وهدمها: [الطويل/37]

صفحة 308 - الجزء 1

  وأنتُم بنُو الحربِ العَوَانِ ومنِكُمُ ... تَعلَّمَ تَكسِيرَ القنَا من تعلَّمَا

  وكم غَارَةٍ شعَواءَ قدتُم إلَى العِدَا ... وجَيشَاً على نَائِي المزار عِرَمْرَمَا

  فَلَا تَترُكُوا دِينَ الإلَهِ فَإنَّنِي ... أَرَى تَركَ دِينِ اللهِ حِجْرَاً مُحَرَّمَا

  ومَا حَقُّ صِهرٍ جَاهَرَ اللهَ ظَالِمَاً ... بِعصيَانِهِ إلا الحُسَامُ المُثَلَّمَا

  هم جَهِلُوا حَقَّ النَّبِي وَآلِهِ ... فَكَانُوا بِمَا جاَءُوا أعَقَّ وأظلَمَا

  عَفَونَا لَهُم عن هَفوةٍ بعد هَفوَةٍ ... إلَى أن أَتَوا مَا يُستَبَاحُ بهِ الحِمَى

  تَعَدَّوا حُدُودَ الله ... وَحَازُوا بِهِ عَارَاً ونارَاً ومأثَمَا

  ولَم يَحفَظُوا عهدَ الإلَهِ وحاولُوا ... مَرَامَاً بَعِيدَاً كالذى يَرتَقِي السَّمَا

  أترجُونَ أنَّ الله يَخذُلُ دِينَهُ ... سَتُحسَونَ صابَاً دونَ ذَاَكَ وعلقَمَا

  بَنِي قَاسِمٍ أُحيُوا مآثِرَ قَاسِمٍ ... فقد صَارَ دِينُ الله نِهْبَاً مُقَسَّمَا

  فقوموا علَى أعدَاءِ دِينِ أبيكُمُ ... مَقَامَ أبيكم يوم رَامَ المُكَرَّمَا

  فَلِّلهِ دَرُّ الطَّاهِرِ الثوبَ قاسِمٍ ... ودَرُّ أخيه ما أعفَّ وأكرَمَا⁣(⁣١)

  لقد جَاهَدَا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ ... ولَم يَدْخرَا عن نُصرَةِ الدِّينِ دِرْهَمَا

  إلَى أن أَقَامَا صَعْدَةَ الدِّينِ عُنوَةً ... وَدَكَّا المَذَاكِي والوَشِيجَ المُقَوَّمَا⁣(⁣٢)

  لُيُوثُ وَغَىً أسيافُهُم شَمَعَاتُهم ... إِذَا جَنَّ لَيلٌ فِي الهِيَاجِ وأظْلَمَا

  وكم لَهُمُ مِن مَوقِفٍ بعد مَوقِفٍ ... رِوَايَتُهُ تَشفِي وَتروِي من الظَّمَا

  فَلَا تغفُلُوا عن شَيْدِ مَا أسَّسَّوا لَكُم ... وحَامُوا عَلَى بُنيَانِهِ أن يُهَدَّمَا

  إمامُكُمُ يَدعُوكُمُ وهو مِنكُمُ ... فَلَا يَخذُلَنهُ ذُو الوَلاَءِ فَيندَمَا

  وضِدِّي لَكُم ضِدٌّ فَلَا يَخدَعَنَّكُم ... فِإنَّ الجَهُولَ المُستقِيدُ لِذِي العَمَا

  كذِي الحِلمِ قبلَ اليوم ما تقرعُ العصا ... ومَا عُلَّمَ الإنسَانُ إلا لِيعلَمَا

  أيقلِي أخاهُ فِي الشَّدَايدِ مَاجِدٌ ... ويُسلِمُ مولاه الحميمَ لِيسلَمَا

  أما والذِي طَافَ الحجيج بِبَيتِهِ ... ألِيَّةَ صِدقٍ تَملأُ القلب والفَمَا

  لئن لَم تَقُم أعناقُهُم بِمَوَاعِظِي ... وَلُطفِي لأُقْرِيهَا الحُسَامَ المُصَمَّمَا


(١) أي الأميرين الفاضلين الشريفين الفاضل وذي الشرفين القاسم ومحمد ابني جعفر بن الإمام القاسم العياني $، وقد تقدم لهم ذكر.

(٢) الصعدة: القناة المستوية.