ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[141] وقال # وقد أ غار عمرو بن محمد الشهابي في عسكر إلى سناع يريد الفتك بالأمير عماد الدين: [الكامل/59]

صفحة 331 - الجزء 1

  مَا بَينَ من لَم يُعطِ سَمعَاً لِلذِي ... أدعو إليهِ غَيرَ حَزِّ شِفَار

  والطعنُ جَلْسَاً والضِّرابُ فُجَاءةً ... والحربُ ليس تَجِيشُ بالأغمَارِ⁣(⁣١)

  لَا يَخدَعَنْكُم مَا سِمعْتُم من كَلَا ... مِ الضِّدِّ فهو غَدَاً سَرَابُ قِفَار

  سَأقُودُهَا شُعثَاً خِمَاصَاً شُزَّبَاً ... لِأشُطَّ من صَنعَائِكُم وذَمَار

  تُردِي بِفتيَانِ الحُرُوبِ كَأَنَّهُم ... تَحتَ السَّنَوَّر جُنَّةُ البَقَّارِ⁣(⁣٢)

  وَتَمُرُّ للأمَدِ البَعِيدِ عَوَابِسَاً ... كالطَّيرِ إذ تَهوِي إلَى الأوكَار

  يَمزَعنَ مَزْعَ الحَاصِبَاتِ وَتَارَةً ... يَعطِفنَ عَطفَ مَلاَعِبِ الدُّوَّارِ⁣(⁣٣)

  تَحمِلن صِيدَاً مَا تَعِبُّ جِيادُهُم ... مِن خَوضِ مَلحَمَةٍ وشَقِّ غِمَار

  قد كُلِّمَت مِمَّا اتَّقَوا بِرُءُوسِهَا ... جَبَهَاتُهَا وجَوَانِبُ الأشفَار

  يَقضِينَ أوطَارِي هُنَاكَ فإنَّهُنْـ ... ـنَ القَاضِيَاتُ سَوَانِحَ الأوطَار

  أَيَظُنُّ من هو خَاذِلِي أَنِّي امرُءٌ ... أدَعُ الحروب لِقِلَّةِ الأنصَار

  وأنَا الذي لَجَّجتُ فِي تَيَّارِهَا ... مُتَجَرِّدَاً قَبلَ اخضِرَارِ عِذَارِي

  وإذَا زِنَادُ الحربِ أصلَدَهَا الوَنَا ... أَجَّجتُهَا عَجِلاً بِزِندٍ وَارِي⁣(⁣٤)

  ولَرُبَّ مُكرُوبٍ كَرَرْتُ وراءَهُ ... والخيلُ نَاكِصَةٌ على الأدبَار

  جَدِّي النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ وَوَصِيُّهُ ... فَحَذَارِ من حَربِ النَّبِي حَذَار

  مَا لِلقَبَائِلِ أنغصت بِرُؤوسِهَا ... من حَسِّ وَطئِ الجحفَلِ الجَرَّار

  مُتَرَبِّصِينَ أَعندَهُم أنَّ الذِي ... أَدعُوهُ يَخذُلُ دَعوَتِي وَجِوَارِي

  يَا هَازِمَ الأحزَابِ فَاهزِم جَمعَهُم ... وأَدِرْ رَحَى غَضَبٍ على الكُفَّار

  مَن كَانَ يَرجُو غَيرَ مَالِكِ أمرِهِ ... جَعَلَ الرَّجَاءَ على شَفِيرٍ هَار

  يَارَبِّ إنِّي قَد دَعَوتُ بَنِي الدُّنَا ... لَيلِي فَمَا سَمِعُوا الدُّعَا ونَهَارِي

  وَمَنَحتُهُم نُصحِي وَقُمتُ بِأمرِهِم ... وَبَذَلتُ إعلاَنِي لَهم وسِرَارِي


(١) الجَلس بالفتح: الغليظ.

(٢) السنوّر كحزوّر: لبوس من قد كالدرع، وجملة السلاح. والبقار: هو الحداد.

(٣) المزع: الإسراع. والدُّوار بالضم: مستدار رمل يدور حوله الوحش.

(٤) الصلد: الصلب الأمس. والونا: التعب والفترة.