[142] وقال # وقد بلغه ورود السفير من الملك الظاهر [واسمه غازي بن يوسف صلاح الدين بن أيوب] بكتب، وعوقه جند اليمن عن القدوم إليه في ربيع الآخر سنة ست ستمائة: [المتقارب/59]
  فَتَثَاقَلُوا عَنِّي ولستَ بِعَاجِزٍ ... عَن نُصرَتِي وإبَادَةِ الأشرَار
  عَجِّلْ فَإِنِّي فِيكَ أكثرُ مُدَّتِي ... - والمَنُّ مِنكَ - مُحَارِبٌ وَمُمَارِي
  والقَومُ قد جَازُوا الحُدُودَ وأعلَنُوا ... بِالفِسقِ مُختَارِينَ غَيرَ خِيَارِي
  فاصبُب عَلَيهِم سَوطَ بَأسِكَ إِنَّهُم ... طَارُوا من الخُيَلاَءِ كُلَّ مَطَار
[١٤٢] وقال # وقد بلغه ورود السفير من الملك الظاهر [واسمه غازي بن يوسف صلاح الدين بن أيوب(١)] بكُتب، وعوّقه جند اليمن عن القدوم إليه فِي ربيع الآخر سنة ست ستمائة(٢): [المتقارب/٥٩]
  أَتَهجُرُ مُعتَمِدَاً دَارَهَا ... وتُوَلِي المَلاَمَةَ مَن زارَهَا
  نَعم قَد فعَلتُ لِأَنِّي أَخَا ... فُ أَرضَاً تُحَدِّثُ أخبَارَهَا
  وأَسلَمتُ نفسي إلَى خَالِقِي ... لِأَرْحَضَ بِالتَّوبِ أوزَارَهَا
  ولولَا المَخَافَةُ يومَ الحِسَا ... بِ لقَضَّيتُ للنَّفسِ أَوطَارَهَا
  وَلَكن عَلِمتُ مَعَادَ العبَا ... دِ جَنَّتَهَا ثَمَّ أو نَارَهَا
  دَعوتُ الأنَامَ وعَرَّفْتُهَا ... وَكَرَّرتُ بالذِّكرِ إِنذَارَهَا
  فَصَمَّتْ وَقَرَّتْ وَلَم تَنْزَجِر ... وَوَلَّت عن الرَّشدِ أَدبَارَهَا
  فَلَمَّا تَمَادَت وطَالَ الِّلجَا ... جُ هتَّكْتُ بالسيفِ أستَارَهَا
  وقَرَّبْتُ باللطفِ أخيَارَهَا ... وبعَّدتُ بالسيف أشرَارَهَا
  وهل تَحمِلَنْ لي خفافُ المَطيِّ ... لُبَابَةَ نَفسِي وأسرَارَهَا(٣)
  إلَى حَلَبٍ حيثُ صيدِ المُلُو ... كِ تَحبُوا وتُكرِمُ زُوَّارَهَا(٤)
  سُلاَلَة من شَادَ دِينَ النَّبِي ... وأَثخَنَ بالسَّيفِ كُفَّارَهَا
(١) هو الملك الظاهر: غازي بن الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب، صاحب حلب، ولد بمصر سنة (٥٦٨) ه، كان بديع الحسن كامل الملاحة ذا غور ودهاء ورأي ومصادقة لملوك النواحي، فيوهمهم أنه لولا هو لقصدهم عمه العادل ويوهم عمه لولا هو لاتفق عليه الملوك وشاقوه، وكان سمحًا جوادًا، وكان من خيار الملوك وأسدهم سيرة، ولكن كان فيه عسف، ويعاقب على الذنب اليسير كثيراً، وكان يكرم العلماء والشعراء والفقراء، أقام في الملك ثلاثين سنة، توفي سنة (٦١٣) ه، بلغ عمره أربعاً وأربعين سنة.
(٢) الذي أثبته هو من النسخة الأصلية، وأما بقية النسخ فهي كما يلي: وقال # وقد بلغه ورود السفير من الملك الظاهر بكَبْتِ دعوته واسمه غازي بن يوسف صلاح الدين بن أيوب يحض جنود اليمن فِي القدوم إليه فِي ربيع سنة ستمائة.
(٣) اللبابة: القلب، والعقل، وخالص كل شيء.
(٤) في النسخة الأصلية: صيد الملوك، وفي بقية النسخ: كان الملوك.