[143] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة في ربيع الأول سنة سبع وستمائة: [البسيط/99]
  وإنَّما سَاقَتِ المَقَادِرُ ما ... يَعجبُ صِرفُ الزمان مِن عجَبِهْ
  مُلكَاً عَقِيمَاً كَمَا سَمِعتَ بِهِ ... فِي آلِ كسرَى وآل ذي كَرَبِه(١)
  ليسَ من الدين والنبوَّةِ فِي ... شَيءٍ فلا تَلتَفِت إلَى عَتَبِهْ(٢)
  هُم غَصبُوها فَهلَ سَمِعت بِذِي ... عِلمٍ يُهَنِّي مَالاً لِمُغتَصِبِهْ
  شَايعَهُم فِي انتهابِهَا أُمَمٌ ... كَالوحشِ من عُجمِهِ ومن عَرَبِهْ
  وَجَهَّلُونَا وكم رَأيتَ فَتَىً ... إن ذُكِرَ الله قَامَ يَكفُرُ بِهْ
  فانظُر إلَى فِعلِهم فقد يُعْرفُ السَّا ... بِقُ قبل الإرسال فِي خَبَبِهْ(٣)
  وقد رَأينَا الفَتَى يَبُثُكَّ مَا ... يُخفِيهِ فِي جِدِّه وفِي لَعِبِهْ
  نَحنُ لُيُوثُ الطِّعَانِ قد عَلِمَ النَّـ ... ـاسُ إذَا السُّمرُ مَاسَ فِي غُدَبِهْ(٤)
  سَائِل بِنَا وِرْدَسَارَ فِي كَنَفَي ... ظَفَارَ لَمَّا التجَى إلَى هَرَبِهْ
  والسُّمرُ تشكو أكُفَّ فِتيَتِهَا ... فِي غمضِ خُرصَانِهِ إلَى جُبَبِهْ(٥)
  وللعوَالِي تَحطُّمٌ فَيكَا ... دُ السُّمعُ يَسْتَكُّ من وَغَا لَجَبِهْ(٦)
  ألقَحَ بَينِي وبَينَهُ ضَرَمَاً ... فَكَادَ يغدُو هُنَاَك من حَطَبِهْ
  فُمُذ رَآهَا استغاثَ مُنتَحِبَاً ... وخَفَّ من خَوفِهِ ومن رُعْبِهْ
  فَجَاءَهُ سُنقُرٌ مُدَافَعَةً ... كَمَا يُحَامِي المَسلُوبُ عن سَلَبِهْ
  فاسحنفَرَا قَاصِدَينِ مَصنَعَةَ الأ ... غْدَارِ كَالسَّيلِ انصَبَّ من صَبَبِهْ(٧)
  فلم يَنَالَا مَا أمَّلاَهُ ورَا ... حَ الجيشُ فِي ذُلِّهِ وفِي حَرَبِهْ
(١) المُلْكُ العَقيمٌ، أي: لا يَنْفَعُ فيه نَسَبٌ لأَنَّه يُقْتَلُ في طَلَبِهِ الأَبُ والوَلَدُ والأَخُ والعَمُّ. وآل كسرى: ملوك فارس. وآل ذي كربه: المراد ملوك آل معدي كرب من ملوك التبابعة.
(٢) العتبة بالتحريك: الشدة.
(٣) الخبب بالتحريك: ضرب من العدو، أو كالرمل، أو أن ينقل الفرس أيامنه جميعا وأياسره جميعا، أو أن يراوح بين يديه والسرعة.
(٤) الميس: التبختر. والغُدبة بالضم: اللحمة الغليظة الكثيرة العضل.
(٥) الغمض: الغليظ. والخرصان جمع الخَرْصُ مُثَلَّثَةً: وهو ما على الجُبَّةِ من السِنانِ، أو الحَلْقَةُ تُطيفُ بأَسْفَلِه، والرُّمْحُ نَفْسُه. وجبة السنان: ما دخل فيه الرمح.
(٦) اللجب: الجلبة والصياح. والوغى: الشدة.
(٧) اسحنفر: أي مضى مسرعاً.