ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[145] وأنفذها إلى من ينتحل مذهب الإمامية من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب ~ بالمدينة: [الرجز/117]

صفحة 345 - الجزء 1

  ولَو عَدَدَتُ مَا قضَيتُ حَقَّهُ ... ومَن يَعُدُّ حَبَّ رَملٍ هَائِل

  فَصُرفِت عَنهُ لِغيرِ مُوجِبٍ ... بِل لِهَنَاتٍ قِيلَ أو دَغَاوِلِ⁣(⁣١)

  وكَانَ في سبطَيهِ مَا عَلمتُمُ ... مِنْ بعدُ مِنْ قتلٍ وسُمٍّ قاتِل

  وحُمِلت بناتُهُ حَوَاسِرَاً ... على سديسِ مُعتَقٍ وبازِلِ⁣(⁣٢)

  وقَامَ زَيدٌ غَاضِبَاً لِرَبِّهِ ... كالليثِ فِي جَحَاجِحٍ أفَاضِل

  سَاقَاهُمُ كأسَ الحِمَامِ أو قَضَى ... على سبيلِ السَّلَفِ الأوائِل

  وقد حَكَى المُخَتارُ أنَّ حِزبَهُ ... أهلُ النَّجَاةِ فِي المَقَامِ الهَائِل

  وأنَّهُ يَأتِي الحِسَابَ آمِنَاً ... مِن صَعَقَاتِ الرَّوعِ والزَلازِل


= الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه الوحي يوماً وهو في حجر علي، فقال له رسول اللّه ÷: صليت العصر [يا علي]؟.

قال: لا، يا رسول اللّه، فدعا اللّه ø فرد عليه الشمس حتى صلى العصر.

قالت أسماء: فرأيت الشمس طلعت بعد ما غربت حين ردت حتى صلى العصر.

وفي رواية أخرى: عن أسماء بنت عميس قالت: اشتغل علي بن أبي طالب مع رسول اللّه ÷ في قسمة الغنائم يوم خيبر حتى غابت الشمس، فقال رسول اللّه ÷: يا علي، صليت العصر؟ قال: لا، يا رسول اللّه. قالت: ورجعت الشمس إلى مغربها فسمعت لها صريراً كالمنشار في الخشبة وطلعت الكواكب.

ومن طريق أخرى عن الإمام يحيى بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قال: أخبرني أبي، عن جدي، عن علي بن أبي طالب ¥, قال: لما كنا بخيبر سهر رسول اللّه ÷ في قتال المشركين، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر، جئته ولم أصل صلاة العصر، فوضع رسول اللّه ÷ رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ حتى غربت الشمس، فقلت: يا رسول اللّه، ما صليتُ صلاة العصر كراهية أن أوقظك من نومك.

فرفع النبي ÷ يده ثم قال: اللهم إن عبدك علياً تصدق بنفسه على نبيك، فاردد عليه شروقها.

قال: فرايتها على الحال في وقت العصر بيضاء نقية حتى قمت وتوضأت، ثم صليت، ثم غابت.

وعن الحسين بن علي @ قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: دخلت على رسول اللّه ÷ فإذا رأسه في حجر علي وقد غابت الشمس، فانتبه النبي ÷ وقال: يا علي، صليت العصر؟.

قال: لا، يا رسول اللّه، ما صليت، كرهت أن أضع رأسك من حجري وأنت وجع.

فقال رسول اللّه ÷: يا علي، ادع اللّه أن يرد عليك الشمس.

فقال علي: يا رسول اللّه، ادع أنت وأنا أؤمن.

فقال: يا رب إن علياً كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس.

قال أبو سعيد: فواللّه لقد سمعت للشمس صريراً كصرير البكرة حتى رجعت بيضاء نقية.

(١) الهنات والدغاول: بمعنى واحد وهو الأحقاد والضغائن.

(٢) السديس: السن قبل البازل، جمعه سدس وسُدُس. والعتيق من الخيل: النجيب. والبازل: الذي بلغ تسع سنين وليس بعده سن تسمى.