[153] وقال # في فتح صنعاء وأرسل بها إلى الشريف أبي عزيز قتادة بن إدريس: [الوافر/62]:
  وَضربٍ مثلِ أشدَاقِ المَتَالِي ... فَصَدَّ هُنَاكَ سَعدٌ عن سعِيدِ(١)
  وَلَمَّا أنْ رَأيتُ الأمرَ جِدَّاً ... نَهضتُ بعزم صَبَّارٍ جَلِيد
  وأغريتُ اللُّيُوثَ بِهِم فَصَالَت ... عَلَى مُتَمَنِّعٍ صَعبِ الحيُود
  وَكادَت تَرتَقِيهِ وَصَادَمَتهُم ... صُقُورُ وَغَىً بِأعنَانِ الرِّيُودِ(٢)
  فَلَمَّا أيقنُوا بالموتِ ضَجُّوا ... وَرَامُوا العفوَ من بَرٍّ وَدُود
  مَنَنتُ عَلَيهِمُ والمَنُّ رَأيي ... وَرأيُ ذَوِي الفضَائِلِ مِن جُدُودِي
  وأحرزتُ السِّلاَحَ وكُلَّ طِرْفٍ ... لَحُوقٍ الإِطْلِ كَالهَيقِ الوَحِيدِ(٣)
  فَلَولَا الأزْمَةُ الشَّهبَا لَصُلنَا ... علَيهِم فِي السُّحُولِ وفِي زَبِيد
  وَذَلكَ كَائِنٌ إن شَاءَ رَبِّي ... قَرِيبَاً فانظُرَن صِدقَ الوَعِيد
  فأبلِغ يَا رَسولُ أباعزِيزٍ ... شَريفَ القدرِ ذا الحَسبِ التَّلِيد
  فَتَىً لَم يَخلُ من طلبِ المَعَالِي ... وَلَم يُشغَل بِغَانِيَةٍ وعُود
  مُبَاركَ طلعةٍ ووحيدَ عصرٍ ... فيا لله ذلك مِنْ وَحِيد
  يَلُوحُ سَنَى الفَخَارِ بِعَارِضَيهِ ... كَأثر السَّيفِ يُغنِي عن شُهُود
  وأكبرُ من تَرَاهُ بَهَاً وبُشْرَاً ... إذَا دَنَتِ الجُنُودُ من الجُنُود
  لَهُ طُعمانِ من أريٍ وشَريٍ ... على الحَالَينِ من بُؤسٍ وجُودِ(٤)
  حَمَاهُ لنَا من الأسوَاءِ مَن لَم ... يَزَل يَهديه للرَّأي الرَّشِيد
  وقل يَا ابن النَّبِي مَتَى نَرَاهَا ... كِمثْلِ قَطَا قَورَابَ للورُود
  عَليهَا من سُراةِ بَنِي عَلِيٍّ ... ومن قَحطَانَ كُلُّ فَتَىً نَجِيدِ(٥)
  ومن أحيا نِزار كُلُّ خِرْقٍ ... كَنَصلِ السَّيفِ سُلَّ من الغُمُود
  لتُرهِقَهُم بِصدمَتِهَا صَعُودَاً ... وَتُلحِقَهُم بِعَادٍ قَومِ هُود
(١) المتالي: الشديد من الإبل.
(٢) هكذا في الأصلية، وفي بعض النسخ: صادفتهم ليوث وغى.
(٣) الطِرف بالكسر: الكريم العتيق من الخيل، وقيل: الطويل القوائم العنق، المطرف الأذنين. الإطل بالكسر: الخاصرة. والهيق من الرجال: الطويل المفرط الطول، وفي حاشية النسخة الأصلية قال: إلى هاهنا قوله #، وقيل: باقيها على لسانه.
(٤) الأري: عسل النحل. والشري: شجر الحنظل.
(٥) النجيد: الشجاع الماضي فيما يعجز غيره.