[152] وقال # في أول كتاب كتبه إلى الأمير الفضل بن علي بن المظفرالعباسي العلوي: [الطويل/2]
  تَمَشَّى كَالحَواذِلِ آَمِنَاتٍ ... بِأعرَاضِ الأسِلَّةِ من زَرُوْدِ(١)
  فلَو كانَ الخُلُودُ لِخَفْضِ عَيْشٍ ... خَلَدْنَ ولا سَبِيلَ إلى الخُلُود
  فَعَدِّ عن الصِّبا واللَّهوِ واذْكُر ... قِرَاعَ البِيضِ في ظِلِّ البُنُود
  وَطَيرَاً أزرَقِيَّاتٍ أبُوهَا ... وَجِيهٌ وَهي تَخفُقُ باللُّبُود
  إذَا صُبَّت على آثَارِ قَومٍ ... فقد رُمِيُوا بِصِرِّ رِيَاحِ هُود
  جَلبنَاهُنَّ من كَنَفَي ظَفَارٍ ... لِفتنَةِ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدِ(٢)
  عَليهَا مِن سُرَاةِ بَنِي عَلِيٍّ ... ومن قَحطَانَ أشبَاه الأسُود
  عَليهَم كُلُّ سَابِغَةٍ دِلاَصٍ ... تكَادُ تَسيِلُ فِي مَتْنِ الصَّعِيد
  وسُمرٌ من رُدَينَةَ عَاسِلاَتٌ ... وبِيضٌ لَا تُدَافعُ بالحَدِيد
  يَقُودُهُمُ عِمَادُ الدِّينِ يَحيَى بـ ... ـنُ حَمزَة َصَاحِبُ الرَّأيِ السَّدِيد
  فَرَامُوا دَفعَهُ بِشَبَا العَوَالِي ... فَأرهَقَهُم عن البَأسِ الشَّدِيد
  وَصَبَّ عَلَيهِمُ فِتيانُ حَربٍ ... كَمثلِ ضَرَاغِمٍ صَالَت سُبُودِ(٣)
  فَصَيَّرهُم على البَابَينِ صَرعَى ... كَزرعٍ خلْفَ حَاصِدِهِ حَصِيد
  فَخَلَّوهَا وَلَا عَن فَرطِ جُودٍ ... وَلكِن حَاذَرُوا قَطعَ الوَرِيد
  فَأمَسَوا بَينَ مُعْتَقَلٍ أسيرٍ ... وبين مُشَرَّدٍ وَجِلٍ طَرِيد
  وَرَامُوا مَنعَهُ بِذُرَى بَرَاشٍ ... وَذَلكَ من حِبَالاَتِ المَصِيد
  وَنَاشُوا الحربَ فافتُرِسُوا وأَنَّا ... لَهُم نَيلُ التَّنَاوُشِ من بَعِيد
  وَلَمَّا أن قَصدنَا دَربَ صَنعَا ... بذِي لَجَبٍ كَتَقصَافِ الرُّعُود
  صَمدنَا صَمدَهُم بِذُرى ذَمَارٍ ... بِجَرَّارٍ يَجِلُّ عن العَدِيد
  فَحَلُّوا ذَاتَ خَولاَنٍ وَظَنُّوا ... بِأنْ لَجَأوا إلَى رُكنٍ شَدِيد
  وَشَنُّوا غَارَةً شَعوَا عَلينَا ... فَكَانَت كَالعَقِيرَةِ فِي ثَمُودِ
  وَأشعَلَهُم حُمَاةٌ من جُنُودِي ... بِطعنٍ يَمتَرِي عَلقَ الكُبُود
(١) الحوذلة: أن يميل خف البعير في شق. والحِذل بالكسر: ما تدلج به مثقلاً من شيء تحمله.
(٢) الفتنة بمعنى العذاب.
(٣) السبود جمع سبد: وهو النمر.