[163] وقال # في أمر المطرفيه وبيان كفرهم هذه المقصورة: [الكامل/246]
  وَإِنَّ مِنْ أظرفِهَا مَقَالَةٌ ... مَاحَاكَهُ مُطَرِّفٌ ومَا حَكَى(١)
  فِي سَنَةِ الخَمسِين والأربَعِ لَم ... يَسبِق إِليهَا قَبلُهُ رَبُّ حِجَى
  فَتَابَعتْهُ فِرقِةٌ ضِلِّيلَةٌ ... مَيلاً عَن الحَقِّ وَقَولاً بِالهوَى
  أَنكَرتِ القَولَ بَأنَّ اللهَ قَد ... أَنزَلَ قُرآنَاً وَسَمَّاهُ شِفَا
  قَالَت وهَذَا بَينَنَا حِكَايَةٌ ... لِغَايِبٍ فَوقَ السَّمَاوَاتِ العُلَى
  وأَنكَرُوا التَّفضِيلَ قَولاً وَاحِدَاً ... لِمَن يُرِيدُ رَبُّنَا ومَن يَشَا
  والرِّزقُ مَبسُوطٌ بِغَيرِ قَابِضٍ ... يَقصِدُ هَذَا حِكْمَةً مِنهُ وَذَا
  قَالُوا وَلَا يَفعلُ مَا يُرِيدُهُ ... فِينَا وَلَا يَرزُقُ قَصدَاً من عَصَى
  هَذَا وقد أَخبَرَناَ بِأَنَّهُ ... يُمِدُّ عَمدَاً هَؤلَا وَهَؤلَا
  فَحظَرُوا عَن خَلقِهِ عَطَاءهُ ... وَاللهُ ذُو المِنَّةِ لَم يَحظُرْ عَطَا
  وَإِنَّمَا يُحرِزُهُ أَربَابُهُ ... بِالحِرصِ قَالُوا فِي الطِّلابِ وَالدَّهَا
  وَكَم بِهَا مِن دَابَّةٍ لَا تَحمِلُ الرْ ... رِزْقَ عَطَاهَا فَضْلَهُ فِيمَن عَطَا
  وَهذِهِ مَقَالَةٌ أَنكَرَهَا ... جَمِيعُ أَولاَدِ النَّبِي الفُضَلاَ
  والغَيثُ قَالُوا مِن بُخَارٍ ثَائِرٍ ... لَم يُنْشِهِ الرَّبُّ ابتدَاءً فِي الهوَى
  وَلَم يَسُقهُ رَبُّنَا بِلُطفِهِ ... بَل ذَاكَ مِن فَعلِ الجَنُوبِ وَالصَّبَا
  وَلَم يَنْزَل بَرَدًا مُرَاكَمَاً ... عَلَى الزُّرُوعِ فِتنَةٌ لِمَن دَرَى
  وَلَو أَثَارَ الزَّرعَ فِي المَغُصُوبِ قَا ... لُوا كَانَ عَونَاً ظَاهِرَاً لِمَن عَتَا
  قُلنَا أَمخذُولُونَ أنتُم بَيِّنُوا ... مَن يَفلِقُ الحَبَّ هُبِلتُم وَالنَّوَى
  ويُخرِجُ الحَبَّ مِن الخَضرَاءِ وَالـ ... ـغَبْرَا انتِقَاءً مِن خُصَاصَاتِ الثَّرَى
  قَالُوا وَلَيسَ المَوتُ دُونَ غَايَةٍ ... مِن فِعلِهِ بَل لِاخْتِلافٍ فِي الغِذَا
  وَمَن أَرَادَ أن يَكُونَ مُرسَلاً ... بَرَّاً تَقيَّاً فَليُبَالِغ فِي التُّقَى
= هذين القولين لكانا كافيين فِي إخراجهم عن دائرة الزيدية، لأن أقوال الزيدية معروفة مشهورة فِي مسألة الإمامة، هذا بالنسبة للفرقة، أما الحسن بن صالح فإنه كان من خيار شيعة الإمام زيد #، وكان لَهُ مواقف تدل على محبته وولائه الكبير لأهل البيت، وتوفي سنة ١٦٩ هـ.
والجارود: زياد بن المنذر أبو الجارود الكوفي، أخذ عن زيد بن علي (ع)، وتنسب إليه الجارودية، وهي أقرب الفرق الثلاث إلَى أقوال الزيدية.
(١) مطرف بن شهاب الشهابي الذي تنسب إليه المطرفية، وبدأت بدعة التطريف فِي [٤٥٠ هـ].