[163] وقال # في أمر المطرفيه وبيان كفرهم هذه المقصورة: [الكامل/246]
  وسُمَّ إدرِيسُ بِأرضِ الغَرْبِ لَم ... يَصعُب عَلَيهِم كيدُهُ لَمَّا نَأَى
  وَكَم أَعُدُّ من قَبِيحِ فِعلِهِم ... وَمِن تَمَادِي ظُلمِهِم لِلأولِيَا
  وأصلُ هَذَا الأمرِ فَاعلَم كُلِّهِ ... رَفضُ الهُدَاةِ الكَاشِفِينَ للعَشَا
  هَذَا عَلِيٌّ المُجتَبَى المُحِيي الهُدَى ... فِي عَصرِهِ أفضلُ مَن تَحتَ السَّمَا
  قَد كَفَّرتهُ فِرقَةٌ كَانَت لَهُ ... يَومَ الهِيَاجِ كالحُسَامِ المُنتَضَى(١)
  فَحَكَّم السَّيفَ فَأفنَى جَمعَهُم ... قَبلَ مَصيرِ الظِّلِّ من تَحتِ الحِذَا
  وهُم خِيارُ صَحبِهِ فِي نُسْكِهِم ... ورَفضِهِم زُهدَاً لِلَذَّاتِ الدُّنَا
  عُبَّادُ لَيلٍ فَإذَا مَا رَكِبُوا ... لَم يَهرُبُوا خَوفَ المَمَاتِ وَالقَنَا
  ثُمَّ الغُلاَةُ نَجَمُوا فِي عَصرِهِ ... وَهُم من الشَّيعَةِ قَالُوا فِي الذَّرَى(٢)
  فَأَجَّجَ النَّارَ وَألقَاهُم بِهَا ... حَتَّى انزَوَى جِلدَ الجَبَاهِ واشتَوَى
  وكَانَ فِي وَفَاتِهِ مَقَالَةٌ ... أَسَّسَهَا الخِبُّ الجَهُولُ ابنُ سَبَا(٣)
  وانتَشَرت فِي الشِّيعَةِ الأخيَارِ أقـ ... ـوَالُ ضَلاَلاَتٍ رَوتْهَا العُلَمَا
  لِابن جَرِيْرٍ والفتَى ابنِ صَالِحٍ ... قَولٌ وللجَارُودِ أَقَوَالٌ سِوَا(٤)
(١) الذين كفروا علياً # هم الخوارج بسبب التحكيم فِي معركة صفين، وكانوا هم الذين أكرهوا علياً على قبوله، فقال لهم علي #: كلمة حق يراد بها باطل، فلما وا فق أمير المؤمنين على كرُه مخافة من اشتقاق عصى عسكره وتفرقهم عنه قالوا لَهُ: لقد كفرت بتحكيمك الرجال فِي دين الله إلَى آخر مادار بينهم من الحوار المزبور فِي كتب التاريخ.
(٢) الغلاة: قوم كانوا يزعمون أنهم شيعة، وأول من أظهر الغلو هو عبد الله بن سبأ، كان يهودياً وأظهر الإسلام قام إليه وهو يخطب فقال لَهُ: أنت أنت، فقال لَهُ ويلك من أنا؟، فقال أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه، فاستتابهم فأقاموا على قولهم، فحفر لهم حفراً دفنها عليهم فيها طمعاً فِي رجوعهم فأبوا فحرقهم بالنار، فلم يبرح واقفاً عليهم حتى صاروا حمماً إلا عبد الله بن سبأ فإن جماعة من أصحاب أمير المؤمنين تشفعوا فيه فأطلقه ونفاه إلَى المدائن، أنظر شرح ابن أبي الحديد (٥/ ٦).
(٣) المقالة التي أسسها ابن سبأ: أنه لَما قتل أمير المؤمنين علي #، وبلغ ابن سبأ مقتله قال: والله لو جئتموني بدماغه فِي سبعين صرة لعلمنا أنه لم يمت، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، ثم أظهر مقالته وشاع خبره وصار لَهُ طائفة يتابعونه، ابن أبي الحديد (٥/ ٧).
(٤) ابن جرير هو: سليمان بن جرير الذي تنسب إليه فرقة يقال لها السليمانية وتنسب نفسها إلَى الزيدية وهي تبعد عن الزيدية بمسافات ومراحل، وقد كان سليمان بن جرير من الذين بايعوا الإمام يحي بن عبد الله بن الحسن (ع) ثم قالت بأقوال تخرجها عن دائرة الزيدية.
والحسن: هو الحسن بن صالح بن حيي بن عبد الله الكوفي من تلامذة الإمام زيد بن علي #، وإليه تنسب الصالحية وهي كالسليمانية فِي أقوالها إلا فِي شيء بسيط، قال الشهرستاني فِي كتاب الملل والنحل: وهم يقتفون أثر المعتزلة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. فمن أقوالهم: أنهم يقولون بإمامة المشائخ الثلاثة وتفضيلهم على علي #، وأن الإمامة غير محصورة فِي أولاد الحسنين، ولولم يكن إلا =