وَفِيكُمُ كُلُّ حَمِيِّ أنفِهِ ... لَو بَارَزَ الليثَ دَحَاهُ بالعَرَا

  هَل ينْصِفَنْكم في إمام عَصرِكُم ... فَدمٌ لَهُ كَرٌّ شَبِيهٌ بالوَقَا⁣^(⁣١)

  إن سِيلْ عن مُشكَلَةٍ أصغَى لَهَا ... وَقَلَّب الرَّأسِ مِرارَاً واحتَبَى

  وَقَالَ مَا لَا يَستَطِيعُ عَاقِلٌ ... أن يَجعل الميل إليهِ مُنتَمَى

  كُلُّ لَئيمٍ لَا يُبَالِي فِي الوَغَى ... إن كَلَّ حَدُّ سَيفَهُ وإن نَبِا

  إنِّيَ إن أفزَع إليهم أَلقَهُم ... وَدَارَهُم مُطمُوسَةَ الآي خَلَا

  فَشَايِعُونَا فَالدَّلِيلُ وَاضِحٌ ... وعَسكرُ الحَقِّ كَأسرَابِ الدَّبَا

  واللهُ مولاَنَا وَلَا مَولَى لَهُم ... وكُلُّ مَن شَايعَهُ حَازَ العُلَى

  ويَلٌ لِقِرْدٍ إنْ دَعتُهُ نفسُهُ ... بِأنٍ يُحَاسِي الموتَ لَيثَاً ذَا قُوَى

  كَيفَ يُوَارَى كُفرُهُم بِحِيلَةٍ ... هل تَستَطِيعُ سِترَ شَيءٍ قد بَدَا

  يَاجَاهِدَاً فِي سِترِهِم بَيِّن لهَم ... فإنهم قد خَالفُوا سُبْلَ الهُدَى

  قَد أبقت الأيَّامُ فِي أثنَائِهَا ... يَومَاً عليهم يَبْلُغُ السَّيلُ الزُّبَا

  إن طَلَبُوا حربِي فَجَدِّي سَيفُه ... أَردَى به أهلَ الشِّقَاقِ والخَنَا

  كم بَازِلٍ صار أَفِيلاً عِندَنَا ... وقَسْوَرٍ صَارَ لَدينَا مُزدَرَا⁣^(⁣٢)

  وطَالِبٍ جُودَاً غَمرنَاُه حِبَىً ... وثَالِبٍ حلَّ عليه ما جَنَى

  مِن شَامَ عِلمَاً نَافِعَاً من غَيرنَا ... فإنَّهُ يَشِيمُ مَا لَا يُرتَجَى

  شُمِّ العَرَانِينِ كَأسدِ بِيشَةٍ ... عَلِيهِمُ الجُدْلُ الوِسَاعُ كَالأضَا⁣^(⁣٣)

  مُعْتَقِلِينَ لِصِلاَبٍ ذُبَّلٍ ... سُمرٍ كَأَشْطَانِ الجَزورِ ذِي الجَبَا⁣^(⁣٤)

  وَكُلِّ مَطرُورِ الغِرَارِ صَارِمٍ ... يُرضِي الذي يعصي به يوم الوَغَى

  تَحْمِلُهُم جُرْدٌ عِتَاق ضُمَّرٌ ... كَاَّلطِير تَنْجُو من رَذَاذٍ وعَمَى

  بَنَاتُ كُلِّ سَابِحٍ فِي جريِهِ ... لَوَ سَابَقَ الريِّح َكبَتْ ومَا كَبَا

(١) الفدم: العيي عن الحجة والكلام.

(٢) البازل: الذي لَهُ تسع سنين من الإبل. والأفيل كأمير: الفصيل. والمزدرى: المحتقر.

(٣) الجدل جمع جدلاء: الدرع المحكمة النسيج. الأضاءة: تشبه به الدروع لِلَمَعانهاَ.

(٤) الأشطان جمع شطن: وهو الحبل الطويل. والجزور: البعير. والجبا: يقال بعير أجب، أي لا سنام له.