[163] وقال # في أمر المطرفيه وبيان كفرهم هذه المقصورة: [الكامل/246]
  مِن كَلِّ عَزَّامٍ تَخَالُ عُنقهَ ... جِذْعَاً مُنِيفَاً عَالِيَاً إذَا رَدَى
  يُرَجِّعُ الصَّهِيلُ فِي رَوحِيِبَةٍ ... أرجاؤُهَا تَحكِي الطَّوِيَّ المُخْنِقَا(١)
  وِسَاعُ أشدَاقٍ وفِي أَعَياِنَها ... ظهور أعَيانِ وسيِعَاتِ المَهَا
  يقدمُهَا نَهدٌ طَوِيلٌ باعُهُ ... يَحمِلُ لَيثَاً إن دَنَى الموتُ دَنىَ
  أَعَدَّ للجَرِي جَنَانَاً وَاسِعَاً ... ومَنخِرَاً رَحبَاً ونَسرَاً كالنَّوَا
  قَد جَنَّبُوهُنَّ إلَى ضَوَامِرٍ ... يدعُون جَدَّاً شَاغرَاً رَحبَ الخُطَا
  يَحمِلنَ بَزَّ الدَّارِعِينَ رُقَّصَاً ... سَوَاقِيَ الأحدَاقِ يُحْسِنَّ المُشَى
  بِهِنَّ يُعْطِي الضدُّ بعضَ ما أبَى ... ويَنْزِلُ النَّاس على حُكمِ الرِّضَى
  ذَاكَ العَتَادُ لَا عَتَادَ مَعشرٍ ... سَبُّوا ولاةَ الحقِّ أَعلاَمَ الهُدَى
  وأنكرُوا أن يَجعَلَ اللهُ لَهُم ... فَضَلاً سَمَاوِيَّاً على كُّلِّ الوَرَى
  يَا بُؤس للقومِ ألمَّا يُعَلِّمُوا ... أنَّا لِمَن آمنَ كَالمَاءِ الرِّوَا
  وإنَّنَا للفَاسِقِينَ غَصةٌ ... مَعرُوضَةٌ تَحتَ الوَرِيدِ كالشَّجَى
  عَرضْتُ أن يُنَاظِرُونِي فَانثَنَى ... عنيَ منهم كلُّ شيخٍ والتَوَى
  وَصَدَّ عنِّي كًالمُلَاقِي حَتفَهُ ... وقالَ قَلبِي أغْلَفٌ وقد قَسَى
  قَالُوا نخاف سَطوَةً من سيَفهِ ... قلت هلموا ذِمَّةً لِمن أَتَى
  العَقدُ لِلمُشرِكِ فَرضٌ وَاجِبٌ ... وَفاؤُه مِمَّن هَدَانَا واجتَبَى
  وَنَحنُ لَا نَرفُضُ حُكمَ رَبِّنَا ... كلَّا ولا نُقِرُّ كفراً إن طَرَا
  وإنْ تَرَفَقْتُمْ حُمَاةَ حِميَرٍ ... أو غَلبَ هَمدَانَ فَلِلكُل جَدَا
  وان كَرِهتُمُ فُأْذِنٌوا بِالحربِ مِن ... لَيثٍ إذا مَا ضِيْمَ ذكَّى وفَرَا
  عَلَّمَهُ والِدُهُ ضَغمَ العِدَى ... وأن يُروِّيْ ظُفرَه من الدِّمَا(٢)
  لَهُ حَلَيفَانِ حُسَامٌ صَارَمٌ ... وأسمرٌ مُطَّرِدٌ مثلُ الرِّشَا
(١) أي البئر الضيقة.
(٢) الضغم: العض.