ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[203] وقال # وكتب به إليها: [الطويل/4]

صفحة 451 - الجزء 1

  مَا كُنتُ أَحسِبُ شَاةَ مُقتَنِصٍ ... جَيدَاء تَحكُمُ فِي أَبِي شِبْل

  تَبَلَتْ فُوادِي والهَوَى دُوَلٌ ... فَعِجزتُ عن ثَأرِي وعن نَبْلي

  جُرتُم عَلَيَّ وليس من شِيَمِي ... فِي النَّاسِ إلا الحُكمُ بالعدْل

  هَذِي عَجَائِبُ حُكمِ دَولَتِكُمْ ... دَانَ الحُسَامُ لِهَيبَةِ الحِجْل

  جَارُوا ومَا شَعَرُوا بِجَورِهِمُ ... آلُ المُلوُك ِعلى بَنِي الرُّسْل

  لَو كُنتُ أبغي حَاجَتي بِظُبَى ... لَم يُبلِ مَخلوقٌ كما أُبْلِي⁣(⁣١)

  أَو أَنَّنِي أعطيتُهُ بِفِدَى ... لَخَرَجتُ عن مَالِي وعن أهلِي

  لَكِنَّنِي بِالعهدِ أَطلُبُهُ ... والبِرُّ خَيرُ حَقِيبَةِ الرَّحْل

  وَبِأَنْ تَرَوا لِي ما أرى لَكُمُ ... كَفِعَالِ أهلِ المَجدِ مِن قَبلِي

[٢٠٣] وقال # وكتب به إليها: [الطويل/٤]

  أَمَا والذِي حَجَّت قُرَيشٌ قَطِينَهُ ... جَمِيعَاً ومَولَى كُلِّ حَيِّ وهَالِك

  لَقَد صِرتُ مِن تَهمَامِ نَأْيِكِ أَجتَوِي ... لَذِيذَ مَنَامِ الليل فَوقَ الأرَائِك

  وَقَد جَاءَنَا فيمَا مَضَى مَا أردتِهِ ... فَمَن لِي يِا هَمِّي بِإنْجَازِ ذَلِك

  وَهَل رَغبَةٌ دَونِي تُبَاعِدُ خُلَّةً ... وعَزمِيَ أمضَى من شَبَا حَدِّ فَاتِك

[٢٠٤] وقال # إليها: [الطويل/٩]

  أَمَنعَةُ ليس الحُبُّ تَنمِيقَ ظَاهِرٍ ... وإظهَارَ عِصيَانِ الحَبِيبِ المُوَادِد

  وَلكِن لَهُ حَدٌّ ورَسَمٌ فمن يُضِعْ ... شَرَائِطَه يضرب بأوهنِ سَاعِد

  وَهَل كانَ لِي فِيكُم ودَادٌ قَضَتْ بِهِ ... طهارَةُ آبائِي وطيبُ موالِدِي

  فَلَمَّا ابتعدتُم والحكومَةُ عِندَنَا ... ونَحنُ وَلاةُ الأمر هَجرُ المُبَاعِد

  صَبرنَا وكَانَ الصَّبرُ مِنَّا سَجِيَّةً ... على رَغمِ بِاغٍ فِي الوِدَادِ وحَاسِد

  أنَا ابنُ الذِي لَم يُرغِمِ الضَّيمُ أَنفَهُ ... ولا انقَادَ رُعْبِاً خَوفَ بَأسِ المُعَانِد

  فَلَا تَطمَعُوا مِنِّي بوُدٍّ على القِلَى ... أبَى اللهُ لِي إسعادَ غَيرِ المسَاعِد

  فَكَم دَارِ جَبَّارٍ أَبَحْنَا عِراصَهَا ... وطَاغٍ سَقَينَاهُ سُمَومَ الأسَاوِد

  وَذِي حَنَقٍ ضِمْنَاهُ فَانقَادَ صَاغِرَاً ... وقد كَانَ جَارَاً قَبلَهَا للفراقِد


(١) في النسخ: لو كنت أرجو قربكم.