ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام فيما لا يجوز إفراده

صفحة 508 - الجزء 1

  وأَدْفَقٌ قيلَ وقِيلَ دَفْقَا ... فاشربْ من المَحضِ وخَلِّ المَذْقَا⁣(⁣١)

  وبعده مشيٌ يسمى الهَرْوَلَه ... كَأَوَّلِ السيلِ يُغَشِّي الجَروَلَه

  وعَسَلاَنٌ بَعدَهُ مَشهُورُ ... أناثها تُنعَتُ والذُّكُورُ⁣(⁣٢)

  يقال منه عَاسِلٌ وعَاسِلَه ... كما يقال بَاسِلٌ وبَاسِلَه

  وبعد ذاك المشي يدعى هَمْلَجَه ... زَائِنُهُ أعنقهُ وَأسمَجُه

  يأخذُ بالرِّجلَينِ في أخذِ اليَدِ ... لتتري فِي بَسِيطِ الفَدفَد

  فإن تَعَدَّى حافر الرِّجلِ اليَدَا ... فقد ذَأَى فِي مَشيِهِ وقد رَدَى⁣(⁣٣)

  وإنْ يَصِلْهَا أو يقعْ عن مُؤخَرْ ... فليس بالطِّرفِ الجَوَادِ الأقدَرْ

  وقد يقال مَشيَةُ التَّوقُّصْ ... وذاك عن أحثَاثِهِنَّ يَنْقُصْ

  ثم يقال بعده مَشيُ الخَبَبْ ... يكادُ فِي انبسَاطِهِ يَملا اللِّبَبْ

  وفيه تَطرِيحٌ إذا تَسَاوَى ... تَقْلُ الشَّوَامَى وحذا وبَاوَى⁣(⁣٤)

  وبعد ذاك فاعلمِ المُلاَقَطَه ... كأنَّهَا تَرعَى الحُرُوفَ السَّاقِطَه

  ثم يكونُ بعدَهُ المُنَاقَلَه ... وهي من التقريبِ تُدعَى السَّاقِلَه

  يَجمَعُ رِجلَيهِ إلى يَدَيهِ ... ورُبَّمَا مَدَّ بِهِ عَضْدَيه

  وبعده التَّقرِيبُ وهو الأعلَى ... وقد نقلنا ما سمعتَ نَقْلَا

  وذاك إرخاءٌ يُقَالُ أسفَلُ ... كأنَّهُ السيلُ أجاب من عُلُوّْ

  وبعده الأرخَا إذا زادَ عَلَى ... تقريبه الأعلى حِسَابَاً مُجمَلَا

  وهو من الإرخاء نوعٌ أسفَلُ ... يكَادُ لَحمُ طرفِهِ يُمَيَّلُ

  وبعده الإرخَاءُ وهو الأعلَى ... وطرفُهُ إن يَرِزَ المُعَلَّى

  لأنه يأتِي به من نَفسِه ... بِمُقتضَى نشاطِهِ وحِسِّه

  وما يكونُ بعده احتفالُ ... يغبَى على فارِسِهِ الأحوالُ


(١) الأدفق: يقال له إذا تتابع في مشيه كأنه يريد الهرولة.

(٢) العسلان: مأخوذ من اضطراب الرمح، ومشية الذئب، وهو الذي يضطرب في حال مشيه ويخفق برأسه ويطرد متنه.

(٣) يقال ردى الفرس: إذا مشى متتابعاً، كأن بعضه يدخل في بعض.

(٤) قال في الشرح: هو صفة لما ذكرنا من أنه يحاذي بين قوائمه ويباوي، وهو رفع الميامن جميعاً والمياسر جميعاً.