الكلام في النوادر
  وبعده النهاية الإخصافُ ... في العنق لا لومٌ ولا إقرَافُ
  وليس بعد ذاك إلا الحذرفه ... كحالة الحذرُوفِ في تلك الصِّفَه
  فهذهِ غَايَةُ أصنافِ الحُضُرْ ... عرفتُهَا من كلِّ سامي الطَّرفِ حُرّْ
الكلام في النوادر
  قال فهل فيه سِوَى ما قُلتَا ... فقال هَيَّجتَ كُمَيتَاً بَحتَا(١)
  نعم ولَكِّنِّي أردتُ أختَصِرْ ... فإن تَغَارَيتَ فَهَاكَ المُنهَمِرْ
  حُضْرٌ يُسمَى النَّقْرُ يَا جَوَادُ ... تَعرِفُُه فُرسَانُهَا الأنجَادُ
  وهو اجتماعٌ وهو لا ينباعُ ... ولا يَمُدُّ لانبِسَاطٍ بَاعُ(٢)
  وبعده الذَّرُّ يقال ذارِي ... يَعرفُهُ عالِمُهُنَّ الدَّارِي(٣)
  وبعده جري يُسمَى المَلْذُ ... فيه اجتِمَاعٌ وهو نَوعٌ فَذُّ
  وبعده التَّمَعُّطُ المشهُورُ ... وبالأمورِ تُعرَفُ الأُمُور(٤)
  يَمُدُّ ضَبعَيهِ فلا مَزِيدُ ... ورِجْلَهُ يُلمِسُهَا الوَرِيدُ
  من غير تَضجِيعٍ ولا اختِلاَطِ ... مثل انخرَاطِ مُحكَمِ الأمرَاط
  ومنه سَيحٌ وهو مِثلُ الأَوَّلِ ... وقد جعلتُ قولَهُم مُعَوَّلِي
  وجَيَشَانُ بعد ذاك فاعلَمِ ... كما يجيش قدرُهم إذا حَمِي
  والضَّبعُ منُهُ ضًابِعٌ وضَابِعَه ... كما يَمُدُّ المُصطَلِي أَصَابِعَه(٥)
  ومنه ساطٍ إن عدا قلتَ سَطَا ... ولم أُكَلَّفْكَ بقولِي شَطَطَا(٦)
  والمَلْحُ جَريٌ ليس عن بَصِيرَه ... أشبهُ شيءٍ بابتراكِ الثِّيرَه(٧)
(١) البحت: الخالص.
(٢) يعني أن النقر هو اجتماع القوائم جميعاً في الجري، ويعرفه أهل الأثر بأن يكون أثر القوائم متقاربة.
(٣) الذر: أكثر انبساطاً من الذر الذي قبله.
(٤) التمعط: أن يمد ضبعيه حتى لا يجد مزيداً ثم يحتشي برجليه في بطنه، حتى لا يجد مزيداً.
(٥) الضبع: هو الذي يكون اعتماده في الجري على ضبعيه، ويمدهما حتى يساوي يديه بعنقه ورأسه. والمصطلي: المستدفئ بالنار.
(٦) الساطي: هو الذي يبسط ذراعيه في حضره كأنه يسطو بهما، مع رفع رأسه في السماء إذا جرى، والأنثى ساطية، والجمع سواط.
(٧) الملخ: هو كثرة اجتهاد الفرس في الجري وانبساطه، سواء كان محسناً أو مسيئاً.