[252] وقال #: [البسيط/17]
  وإن طلبُوا المستحِيلَ القَلِيـ ... ـلَ فاطَّلِبِ الأطيبَ الأكثَرَا
  وإن أطرقُوا نَظَرَاً فِي الحُطَا ... مِ فَقُلْ وأمقُتِ القَومَ أطْرِقْ كَرَا(١)
  ترَى المرءَ ينأَى بأعطَافِهِ ... إذَا قيلَ أنت كَلِيثِ الشَّرَا
  فواعَجَبَاً كيفَ يرضى بِأَنْ ... تُلِقِّبَهُ الأخبَثَ الأبْخَرَا
  فتاجِرْ بفعلِكَ رَبَّ العِبَا ... دِ فأكرِمْ بطاعتِهِ متْجَرَا
  وشَمِّرْ إذا صَاحَ دَاعِي الهُدَى ... فقد أحرَزَ الفَوزَ من شَمَّرَا
  فصبْرَاً على نَائِبَاتِ الزَّمَا ... نِ فمَا يَنفَعُ العَودُ إن جَرجَرَا(٢)
  تَكَسَّرَ كِسرَى من الحَادِثَا ... تِ كَمَا قَصَّرَت بترَهَا قَيصَرَا
  أرى النَّاسَ من بَعدِ يومِ الغَدِيـ ... ـرِ سَوَاسِيَةً ليلُهُم أغدَرَا
  فلِمْ قَدَّمُوا شيخَ تَيمٍ عَتيِـ ... ـق ولِمْ أخَّرُوا الهَاشِمِي حَيدَرَا
  فلَا تَعْجَبَنَّ فَإِنَّ الخُطُو ... بَ تُرِي مَا يُرَى أنَّهُ لَا يُرَى
[٢٥٢] وقال #: [البسيط/١٧]
  إن كُنتَ تَكتُبُ لِي تَركِي لِمَعْصِيَتِي ... عَمدَاً وتَغفِرُ هَفْوَاتِي وزَلَّاتِي
  فقد رَجَوتُ بأنْ أنْجُو وكيفَ بأنْ ... أنْجُو ومَنْ لِيَ فِي حشرِي بِمَنجَاتِي
  إذا سَعِدتُ على مَا يَزعُمُونَ غَدَاً ... رُمْحِي عَلَى حَدَثَانِ الدَّهرِ مَنسَاتِي
  وللشَّبِيبَةِ رَيحَانٌ سَمِعتُ بِهِ ... لَمْ أبتَذِلْ فيهِ غَدوَاتِي ورَوحَاتِي
  وما الشبيبةُ من رُشْدٍ بِمَانِعَةٍ ... ولا المشيحُ يَرُدُّ الظَّالِمَ العَاتِي(٣)
  لا تَفخَرَنْ بِضَلَالٍ أنتَ رَاكِبُهُ ... كمفخرِ ابنِ حَكِيمٍ بابن حِنَّاة
  لا تَركَبِ الأمرَ لا تعرِفْ عَواقِبَهُ ... وارغب بنفسك عن أهلِ الدَّنَاءَات
  هَذَا عَلِيٌّ هَوتْ منه بَنُو أَسَدٍ ... ورَامَ رَفعَهُمُ فِي شَرِّ مَهوَاة
  إن لَمْ أدَعْ خوفَ مَقتِ اللهِ مَا هَوِيتْ ... نَفسِي فمَا مَانِعِي مُلكِي وزَوجَاتِي
  دافِعْ عن الدِّينِ بالُّدنيَا لِتَحظَ بِهِ ... وقَولَ خُذْ بَدَلَاً من قَولِهِم ِهَات
(١) أطرق كرى يحلب لك: مثل يضرب للأحمق تمنيه الباطل فيصدق.
(٢) التجرجر: أن تجرعه جرعاً متداركاً متتابعاً، والمعنى من اعتاد شيئاً صار عنده سهلاً.
(٣) المشيح: الحذر، والجادّ في كل شيء.